أولت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في سياستها الصحية الجديدة الممتدة الى أفق 2025 أولوية كبيرة للتكفل التام بالمصابين بالأمراض المزمنة والمتنقلة وضمان لهم تسهيلات فيما يخص العلاج المجاني نظرا لما تحمله هذه الأمراض من خطورة ، لاسيما المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان حيث يقدر عدد المصابين بالسرطان 40 ألف شخص منهم 28 ألف بحاجة إلى العلاج بالأشعة وسنويا تسجل 30 ألف حالة جديدة من مرضى السرطان، علما أن الجزائر تتوفر على جهاز واحد فقط للأشعة ولا تلبي احتياجات سوى 8 آلاف مريض وان القطاع بحاجة من 13 إلى 57 جهاز للتكفل بهؤلاء المصابين، حسب ما أكده وزير القطاع في وقت سابق. وتعتزم السلطات العمومية استثمار 20 مليار اورو في مجال انجاز هياكل صحية جديدة كانجاز 55 عيادة صحية و17 مستشفى ومراكز أخرى للأمومة و مكافحة مرض السرطان مع تحديث نظام الصحة والمستشفيات الحالية، زيادة على مضاعفة عدد الأسرة وبالتالي ضمان تغطية صحية أفضل عبر كامل التراب الوطني. وقصد التكفل الصحي بمرضى السرطان، سيتم فتح مصالح للتكفل الطبي الأولي بهؤلاء المرضى وضبط مواعيد طبية لهم بشمال البلاد بكل الولايات والدوائر الكبرى للوطن وذلك ابتداء من الفاتح ديسمبر المقبل، استنادا لما فنده جمال ولد عباس في رده على تساؤلات رؤساء المجموعات البرلمانية، مذكرا في ذات السياق بالاتفاقية التي أبرمتها الوزارة الوصية مع الشركة الجوية طاسيلي ومجمع سوناطراك، حيث ستخصص خمس مروحيات وثلاثة طائرات طبية لنقل مرضى السرطان لاسيما القاطنين بالجنوب الكبير والهضاب العليا إلى المستشفيات الكبرى بشمال البلاد. بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مالي قد ر ب 933 مليون دج سنويا لضمان نقل هؤلاء المرضى. وبالنسبة للتغطية العادلة للأطباء والأطباء الأخصائيين فقد عين 1620 طبيبا أخصائيا على مستوى الولايات التحق منهم 1200 بمناصبهم والمندرجة في إطار الصحة الجوارية و من اجل تخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية المتواجدة على مستوى العاصمة وكذا التقليل من الأعباء وتكاليف تنقل مواطني المناطق الداخلية وجنوب البلاد إلى العاصمة للعلاج. وعلى صعيد إنتاج الأدوية اشترطت الوزارة الوصية على كل مستثمر أجنبي أن ينتج الدواء على المستوى الوطني بالشراكة مع مؤسسات وطنية سواء من القطاع العام أو الخاص، وعلى سبيل المثال الشراكة التي أبرمت بين وزارة الصحة وشركة ''بفيزر'' الأمريكية لتقوية إنتاج الأدوية الجنيسة الموجهة لمكافحة السرطان ومختلف الأمراض المزمنة ، زيادة على إنتاج أنواع مختلفة من اللقاحات. وفي هذا الصدد، فقد أعربت الشركة الأمريكية عن رغبتها في توسيع استثماراتها في المواد الصيدلانية إلى نسبة 70 بالمائة ، وتوزيع منتوج الأدوية في السوق الوطنية بأسعار معقولة، وهذا لصالح المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. كما تطمح شركة ؛بفيزر'' إلى تجاوز نسبة 75 بالمائة من الإنتاج الوطني للأدوية آفاق 2015. وفيما يخص أجور مستخدمي الصحة أكد وزير الصحة أن القطاع بحاجة إلى 21 مليار دج في السنة لرفع أجور المستخدمين حفاظا على المهنة، مشددا على ضرورة احترام أخلاقيات المهنة بهدف حماية الطبيب والمريض على حد سواء لاسيما فيما يتعلق بالأخطاء الطبية .