ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتجاوزه عتبة 200 إصابة يوميا، كان متوقعا،بحسب ما أكده البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة،المختص في الأمراض المعدية، بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، مشددا على ضرورة إعادة فتح التحقيقات الوبائية، لمعرفة تطوّر الوباء بدقة،للتمكن من وقف انتشاره والإحاطة به. أكد البروفيسور بوعمرة في تصريح ل»الشعب ويكاند»، أهمية إعادة فتح التحقيقات الوبائية لما لها من أهمية كبيرة في دراسة وفهم تطور الوضعية الصّحية، خاصّة مع ظهور المتحوّر الذي ساهم في ارتفاع منحنى الحالات في وقت قصير، ذلك أن هذه التحقيقات تمكن من الحصول على معلومات دقيقة حول الحالات ووتيرة الإصابات. لم يخف البروفيسور بوعمرة تخوّفه وقلقه إزاء التدهور الذي تعرفه الوضعية الوبائية في الجزائر، بعد ظهور السلالات المتحوّرة البريطانية والنيجيرية، الآخذة في الانتشار في وقت قصير، ما جعله يدّق ناقوس الخطر، مؤكدا أن هذه السلالات تعد الأكثر انتشارا وشراسة من حيث الحالات الخطيرة التي تسببها. هذا ما يجعل من الضروري إعادة تطبيق الإجراءات الاحترازية بصرامة يؤكد بوعمرة، لأن الجزائر لا تستطيع وقف تطور السلالات المتحوّرة التي تغلغلت إلى الجزائر، وبالتالي فإن أهم ما نكافح به انتشارها هو الالتزام بالبرتوكول الصّحي بحذافيره، لأن تطبيقه تم بعد تسجيل الذروة الأولى بأزيد من 600 حالة يوميا، والذروة الثانية المضاعفة بأكثر من 1200 حالة، لتعرف بعدها الوضعية الصّحية تراجعا في الإصابات ودخلت مرحلة استقرار في الوضع الوبائي. لا يمكن التنبؤ بالذروة حاليا قال البروفيسور بوعمرة، إنه لا يمكن التنبؤ بالذروة حاليا التي يمكن أن تسجلها حالات كوفيد الأصلي والمتحوّر، التي تتطلب بالإضافة إلى التحقيقات الوبائية وتعزيزها -كما سبق ذكره -، لابد من الضروري الإسراع في وتيرة التلقيح، لأن هذا الأخير يساهم بشكل كبير في تقوية المناعة، وبالتالي كسر سلسلة انتشار الوباء وإضعافه. يعتقد بوعمرة أن الوسيلة التي تساهم أكثر في التحكم في رقعة انتشار الوباء، هي التوعية،ولذلك يرى من الضروري القيام بحملات التحسيس على نطاق واسع وباستمرار وليس عندما تسجل الذروات لتتوقف بعد الاستقرار في الحالات، لأنه يعتبر أن حالات التراخي والاستهتار سجلت نتيجة لتراجع عمليات التحسيس. كما يؤدي الاتصال دور كبير في إيصال الرسائل الواضحة حول الوضعية الوبائية وخطورتها، وهذا يتطلب – بحسب بوعمرة- عمل متواصل وغير منقطع، بطريقة مقنعة تصل وتؤثر في سلوكات المواطنين تجاه الوباء، مع إبراز أن الوضعية مقلقة ومخيفة بالفعل ويمكن أن تصل إلى محرجة، والمثال على ذلك ما تعرفه بريطانيا حاليا من تطور وبائي خطير جدا، نتج عن حالات الاستهتار والتراخي وعدم المبالاة، بعد تسجيل أوّل حالات المتحوّر لديهم، وهذا ما لا ينبغي أن تصل إليه الجزائر، لأن «النجاة بأيدينا» – على حد تعبيره-.