منذ انعقاد جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول الصحراء الغربية عادت القضية إلى واجهة المشهد الإعلامي الدولي، بعد عودة الحرب القائمة، منذ 13 نوفمبر الماضي، بين البوليساريو والمغرب، في انتظار موقف واضح من إدارة الرئيس بايدن الذي نفت وزارة الخارجية اتخاذه موقفا واضحا تجاه النزاع الجديد القديم. لم تمرّ تغريدة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على تويتر بإعلانه إجراء اتصالات هاتفية مع نظرائه من الجزائر والمغرب حول العلاقات الثنائية المشتركة مرور الكرام، لكنها حركّت المشهد، بحضور النزاع الصحراوي في صلب النقاش وكان الملف الأكثر اهتماما بالنظر الى أهمية الموقف الأمريكي من النزاع بين البوليساريو والمغرب حول الصحراء الغربية، بالنظر لاستمرار إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية وتداعياته على القضية. لكن متحدثا باسم الخارجية الأمريكية، قال إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم تتخذ قرارا بشأن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية. وقال المتحدث نقلا عن مصدر إعلامي أنه لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار. في حين أكد إجراء «مشاورات بشكل خاص مع الأطراف حول أفضل طريقة للمضي قدماً وليس لدينا أي شيء إضافي لنعلنه». يأتي هذا التصريح، عقب تقارير إعلامية، روّجها نظام المخزن الأسبوع الماضي، تزعم بأن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أن إدارة بايدن لن تبطل اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية على الأقل في الوقت الراهن. وهو ما اعتبره الطرف الصحراوي قبل تأكيد الخارجية الأمريكية انه مجرد دعاية لإيهام الرأي العام الداخلي. الإدارة الأمريكية متمسّكة بحيادها ما يعزّز فرضية حياد الإدارة الأمريكية الجديدة في الوقت الراهن بحسب متابعين تحرك الأمم المتحدّة لتعيين مبعوث أممي جديد الى الصحراء الغربية، وذلك عقب إعلان الجمهورية العربية الصحراوية عن مقترح الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريش باقتراح اسم الدبلوماسي الإيطالي من أصول سويدية ستيفان دي مستورا مبعوثا أمميا جديدا الى الصحراء الغربية في خطوة لخفض مستوى التوتر المتصاعد منذ عودة الكفاح المسلّح الذي تخوضه البوليساريو ببسالة ضد الجيش المغربي، منذ 13 نوفمبر الماضي. في الوقت الذي تجري فيه واشنطن مشاورات بشكل خاص مع طرفي النزاع على الصحراء الغربية. كانت صحيفة واشنطن بوست قد أكدت، في افتتاحيتها، السبت أن خطوة الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب، والمتعلقة بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية تعد من أكثر المشاكل حساسية في مجال السياسة الخارجية التي ورثتها إدارة بايدن. وكانت جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول الصحراء الغربية فرصة لواشنطن لإبداء موقف واضح حول النزاع، غير أن متابعين رأوا أن تريث إدارة بايدن في اتخاذ موقف مباشر راجع إلى اتخاذ وقت كاف لمعرفة تفاصيل النزاع الجديد عقب سقوط وقف اطلاق النار الموقّع في 1991، وفي هذا الشأن يرتقب انعقاد جلسة بالكونغرس لبحث النزاع الصحراوي لاسيما مع استمرار دعوات شخصيات سياسية وازنة وأعضاء بارزين الى العدول عن قرار ترامب. أبرز محرّر افتتاحية واشنطن بوست أن ترامب لم يتصرف بناءً على جوهر القضية، ولكن «كجزء من صفقة» لحث المغرب على تحسين علاقاته مع الكيان الصهيوني، مردفا «لقد كانت مكافأة غير عادلة وغير ضرورية، لنظام أصبح استبداديًا وشموليا بشكل متزايد في عهد الملك محمد السادس».