قال الكاتب الامريكي، ستيفن كينزر، ان الرئيس المنتهية عهدته، دونالد ترامب، "ظن من خلال اعلانه حول الصحراء الغربية أن بإمكانه تغيير خريطة شمال افريقيا وتشكيل العالم كما يريد"، مؤكدا ان هذا التصرف يعكس "وجهة نظر متطرفة". وأبرز الكاتب كينزر في مقال ب"الواشنطن بوست" نشرته أمس الاربعاء، أنه خلافا لما كان ينتظر ترامب فان خريطة الصحراء الغربية لم تتغير عند المجتمع الدولي بكافة دوله ومنظماته الوازنة. وجاء في المقال أيضا أن الإعلان الأحادي الجانب من قبل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب الإعتراف للمغرب بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية "عكس وجهة نظر متطرفة مفادها أنه بإمكان الولاياتالمتحدة تشكيل العالم كما تريد ولن يكون امام الآخرين خيار سوى اتباع ذلك". واوضحت واشنطن بوست أن الاتفاق مع المغرب محفوفا بالمخاطر حيث وصفه جيمس بيكر، الذي عمل مبعوثا للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية لسنوات بأنه "تراجع مذهل عن مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية"، كما اعتبر أن الاعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب يتجاهل حقيقة أن النزاع واضح لا لبس فيه انه مسألة تقرير المصير. يشار الى ان ستيفن كينزر، كاتب أمريكي، ومراسل صحفي مخضرم عمل لدى صحيفة "نيويورك تايمز" متنقلا بين أكثر من خمسين دولة في خمس قارات حول العالم. وفي الثمانينيات من القرن العشرين غطى كينزر أحداث الثورة التي اندلعت في أمريكا الوسطى. وفي عام 1990 تقلد منصب مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في برلين. كما شغل منصب مدير مكتب الصحيفة في إسطنبول التركية في الفترة ما بين عامي 1998 و 2000 وهو الان استاذ للصحافة والسياسة الخارجية للولايات المتحدة في جامعة بوسطن. وتعالت الكثير من الاصوات الامريكيةالمدينة والرافضة لإعلان ترامب على اعتبار انه قرار احادي الجانب ولا يعكس الموقف الامريكي بخصوص النزاع. ومن بين هذه الاصوات، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والمبعوث الخاص للأمين العام الى الصحراء الغربية، جيمس بيكر، الذي سبق ل"واشنطن بوست" أن نشرت له الخميس الماضي مقال رأي بعنوان "اعتراف ترامب بمغربية الصحراء الغربية ضربة للقانون الدولي والدبلوماسية". ويقول بيكر في مستهل المقال أن "اعتراف الرئيس ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية يعد تراجعا مذهلا عن مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية التي تبنتها الولاياتالمتحدة واحترامتها لسنوات عديدة". في الوقت ذاته "يحذر من تأثيرها السلبي على الحل النهائي للنزاع". ومن بين الاصوات الوازنة في واشنطن المطالبة بضرورة التراجع عن القرار، جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لدونالد ترامب، الذي اعتبر من ناحيته اعلان ترامب بخصوص الصحراء الغربية في ال 11 ديسمبر، بمثابة تدني آخر لإدارته وطالب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بإلغائه لأنه "يقوض السياسة الأمريكية". وقال بولتون ان "قرار ترامب في صفقة لتسهيل تبادل العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب، ألقى بالشعب الصحراوي تحت الحافلة، وتخلى عن ثلاثة عقود من الدعم الأمريكي لتقرير هذا الشعب مصيره عبر استفتاء على الوضع المستقبلي للمنطقة". من جانبه أكد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور، جيمس إنهوف، بأن موقف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، حول الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مشيرا الى اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966 بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير من خلال إجراء إستفتاء حر ونزيه. ومنذ هذا التاريخ - يضيف إنهوف- ما يزال للمجتمع الدولي سياسة واحدة واضحة ومحددة بخصوص قضية الصحراء الغربية التي تستحق إستفتاء لتقرير المصير لتحديد مستقبلها.