الندرة، الغلاء والإضرابات... مؤامرات لحفنة من الخونة الفاسدين كشفت مجلة الجيش، عن «مخططات تخريبية وإجرامية» تستهدف «إفشال» الانتخابات التشريعية. وأكدت أن بناء الجزائر الجديدة سيتواصل رغم أنف هؤلاء «الأعداء». وشددت على تصدي الجيش الوطني الشعبي لكل من يقف وراء حملات التضليل والتدليس ضد مؤسسات الدولة. واصلت المجلة في عدد شهر ماي، الصادر، أمس، مكاشفة الرأي العام الوطني، بخبايا وخلفيات عديد الأحداث التي عرفتها البلاد منذ أفريل الماضي، كندرة السلع الأساسية والارتفاع الجنوني للأسعار مطلع الشهر الفضيل، وانفجار احتجاجات وإضرابات في عديد القطاعات وفي ظرف زمني واحد. وقالت في افتتاحيتها بعنوان: «وسقطت الأقعنة»، إن «النطق بكلمة الحق من خلال تنوير الرأي العام بما يجري من أحداث في بلادنا وما تبذل من جهود مضنية في سبيل أمن واستقرار الوطن، هو اللبنة التي تسهم في إطلاع المجتمع بحقيقة الوقائع المعيشة وحقيقة المجهودات المبذولة من كافة مؤسسات الدولة». وقبل أن تسترسل في سرد القرائن التي تشكل الجزء المظلم لكل ما طفا إلى السطح، أكدت الافتتاحية بأن «عملية بناء الجزائر الجديدة ستتواصل رغم أنف الأعداء الذين أخطأوا في تقدير حجمهم الحقيقي وأفرطوا في التعاظم، ويحاولون بكل كبر وعناد أن يسبحوا ضد تيار الجزائر أرضا وشعبا وتاريخا وقيما». هذه المرة جاءت المخططات التدميرية في قالبين، أحدهما تحت غطاء حقوقي مطلبي وآخر إجرامي وإرهابي واضح، «وكلاهما في الواقع وجهان لعملة واحدة» –تقول المجلة- وغايتهم «تركيع الجزائر». الوجه الأول، تجلى «تحت غطاء الحركات الاحتجاجية والمطالب الاجتماعية»، حيث تواصل من خلالها «الأطراف التخريبية عملياتها الإجرامية والاستفزازية، بتحريض عمال وموظفي بعض القطاعات على شن إضرابات ظاهرها المطالبة وباطنها إفشال الانتخابات التشريعية». والهدف الأكبر من وراء إسقاط التشريعيات المقررة في 12 جوان المقبل، هو «إدخال البلاد في متاهات هي في غنًى عنها». هذه الأطراف تحالفت مع «تلك (الوجه الثاني)، التي كانت تحضر لتفجيرات ضد المواطنين» من أجل الغاية ذاتها وباستخدام كل الطرق واستغلال كل الوسائل وتنفيذ عدة خطط تخريبية «تهدف لتهييج الشارع وتعميم الفوضى». «...فمن ندرة السلع، إلى غلاء الأسعار، إلى الحث على الإضرابات، إلى الإساءة والقذف في حق مؤسسات الدولة وقواتها الأمنية»، تضيف المجلة، لتؤكد أنها «محاولات يائسة لتعميم الفوضى وإفساد مسار بناء الجزائر الجديدة». واستدلت بمقتطف من رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة اليوم العالمي للشغل، الذي جاء فيه: «وفاء لما قطعناه على أنفسنا، سهرنا على الإعداد للدخول في حركية اقتصادية متحررة من قيود البيروقراطية ومن ممارسات الانتهازيين المفسدين». ويضيف المتقطف: «لقد ازدادت الإرادة السياسية صلابة من أجل تسريع الإنعاش الاقتصادي في سياق حوار واسع مع الشركاء الاجتماعيين والمتعاملين الاقتصاديين، ولنا كل الثقة في إمكانيات بلادنا وثرواتها وفي نجاعة الالتزام بخارطة الطريق الواقعية الجريئة التي اعتمدناها وهي كفيلة بإحداث القطيعة مع ما كان سائدا في أنماط الإدارة للشأن الاقتصادي بذهنيات الريع والاتكال والنهب». وعليه دعت الافتتاحية «كل المخلصين النزهاء، ألا يتركوا جزائر ملايين الشهداء عرضة لدسائس ومؤامرات حفنة من الخونة الحاقدين». وأضافت، أنه ينبغي «على كل المواطنين الغيورين على أرضهم وعرضهم وتاريخهم أن يقفوا صفا متينا للحفاظ على وطنهم وعلى مستقبل أبنائهم ضد القوى التي تحمل غلاّ وحقدا وكراهية ضد بلادنا». فضح فاقدي المزايا المشبوهة وخاطبت «الذين فقدوا بوصلة الوطن وتاهت بهم السبل وضاعوا بين الأحلام والكوابيس»، بأن عليهم أن يدركوا أن «للجزائر جيش يحميها ويدافع عنها ويضحي من أجلها». هذا الجيش، سليل جيش التحرير الوطني، «يتصدى لكل محترفي التضليل والتدليس ومروجي الإشاعات والأكاذيب والمشككين في مساعي الدولة الجزائرية والذين فقدوا مزايا ومصالح استفادوا منها بطرق ملتوية ومشبوهة على حساب حقوق المواطن». وتابعت: «إلى كل هؤلاء نقول، إن ذلك العهد قد ولّى إلى غير رجعة وأن عهد جزائر جديدو مزدهرة يلوح في الأفق ويتجسد خطوة خطوة»، مشيرة إلى أن الأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر اليوم «لم يأت صدفة أو قدم هدية» وإنما «تحقق بفضل تضحيات الرجال والنساء». وقالت المجلة: «لقد سقطت الأقنعة وانجلت الحقيقة وتبينت النوايا والخطط الخبيثة التي تترصد شرا بوطننا المفدى، لكن هيهات... فجزائر الشهداء ستبقى قوية، آمنة، شامخة، عصية على كل المتآمرين». وشددت على أن الجيش سيبقى يتصدى لكل المخاطر التي تهدد الوطن بكل حزم وعزم وإرادة، «وأنه يقف بالمرصاد وبكل القوة التي يملكها. قوة يسندها سمو المهام الموكلة ونبل مواقفه المتمسكة دوما بالشرعية الدستورية وبالمرجعية النوفمبرية».