تأكد بالدليل الملموس وبما لايدع مجالا للشك أن النائب عن حركة مجتمع السلم عمار غول لم يعد واحدا من أعضاء وإطارات الحركة التي نشأ وترعرع فيها، والذي يعرف بانضباطه الحزبي والمهني كوزير سابق، حيث يعكف منذ مدة على تأسيس حزبه المفتوح للجميع، وبالتالي يكون قد ألحق ضربة موجعة ل«حمس» والتي جاءت لتزيد الجرح أكثر عمقا بعد ضربة جماعة مناصرة وتأثيراتها على النتائج الهزيلة التي حققها تكتل ''الجزائر الخضراء'' في التشريعيات الأخيرة ولو نسبيا. انشقاق الدكتور غول كان متوقعا كرد فعل على قرار مقاطعة التكتل للجان المجلس الشعبي الوطني، والمشاركة في الحكومة المرتقبة.. ومن جهة أخرى فإن قرار الدكتور غول الخروج عن ''ملة'' تكتل الجزائر الخضراء هو بمثابة اعتراف بالثقة التي وضعها فيه رئيس الجمهورية ورد للجميل، لاسيما وأن المنصب الوزاري الأخير (الأشغال العمومية) والإنجازات التي حققها منذ توليه هذه الحقيبة، جعله في مقدمة الوزراء وأحسن القطاعات على الإطلاق. الشهرة التي أصبح يتمتع بها الدكتور غول وما حققته قائمته الانتخابية من نتائج باهرة على مستوى ولاية الجزائر، والتي تعتبر مقياسًا لمدى شعبيته دفعته إلى تأسيس حزبه ليدخل به معترك الاستحقاقات القادمة، وقد يكون واحدًا من المرشحين للرئاسيات القادمة كمنافس قوي لرئيسه السابق أبو جرة سلطاني، الذي يحضر نفسه هو الآخر لدخول السباق حيث يرى أن ''تكتله الأخضر'' هو أكبر حزب سياسي على المستوى الوطني..! وتبقى الساحة السياسية في انتظار المولود الجديد الذي يحضر له النائب غول بجدية ''خارج الأطر التنظيمية'' كما جاء في بيان ''حمس'' عقب اجتماع مكتبها الوطني أول أمس. والسؤال الذي نطرحه هل سيكون حزب د. غول ''غولا'' بمعنى الكلمة يقضي على كثير من الأحزاب.. أم اسما وفقط يضاف إلى قائمة الأحزاب النائمة، التي لا تستيقظ إلا في مواعيد الاستحقاقات لتشبعنا خطابات براقة وبرامج خاوية، خلال حملاتها التهريجية؟!