نفى محمد مير (مستشار) عمر غول وزير الأشغال العمومية سابقا والنّائب في المجلس الشعبي الوطني عن تكتّل الجزائر الخضراء أمس الأحد علمه بما تداول مؤخّرا حول انفصال هذا الأخير عن حركة مجتمع السلم، مؤكّدا من جانب آخر إمكانية تشكيل غول حزبا مستقلاّ قريبا، وهو ما يمكن اعتباره اعترافا ضمنيا بحدوث الانشقاق في غياب تصريح واضح يؤكّد أو يفنّد الخبر في ظلّ تهرّب أعضاء حركة مجتمع السلم التي يبدو أنها تعيش زلزالا سياسيا حقيقيا نتيجة للانشقاق غير المعلن بالنّظر إلى وزن غول في حمس وشعبيته. قال محمد مير المقرّب جدّا من عمر غول النّائب في المجلس الشعبي الوطني عن تكتّل الجزائر الخضراء أمس الأحد في تصريح ل (أخبار اليوم) إنه ليس على علم بما تداول مؤخّرا حول الانشقاق الذي حصل في بيت حركة مجتمع السلم بعد انفصال غول الذي قرّر حسب مصادر إعلامية تشكيل حزب مستقلّ سيعلن عنه قريبا، وأضاف في ذات السياق أنه اطّلع على الخبر من خلال ما كتب في الصحافة الوطنية أمس. ومن جهة أخرى لم يستبعد مير أن يشكّل عمر غول حزبا مستقلاّ عن حركة مجتمع السلم مبرّرا ذلك بالنّجاحات التي حقّقها غول خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت بتاريخ العاشر من ماي الفارط، مضيفا أن الحملة الانتخابية أبرّزت مدى شعبية الوزير السابق وقدرته على قيادة حزب مستقلّ يتماشى وتطلّعاته التي رأى مير أنها تجاوزت حجم المساحة الصغيرة التي وضع فيها داخل حركة مجتمع السلم، مشيرا إلى أن موقفه المعارض لمسار تكتّل الجزائر الخضراء التي اختارت مقاطعة الحكومة والجلسة الأولى للمجلس الشعبي الوطني ليس السبب الوحيد الذي دفع عمر غول إلى تشكيل حزب جديد خارج معسكر حمس، وهو التصريح الذي قد نلمس فيه اعترافا ضمنيا بحدوث الانشقاق رغم تحفّظ محمد مير خلال حديثه ل (أخبار اليوم) مبرّرا الغياب الدائم لعمر غول عن نشاطات الحزب بكثرة انشغالاته كوزير، وهو ما نجد فيه ثغرة قد تؤكّد الخلاف الواضح بين غول وقيادة الحزب باعتبار أن هذا الأخير أقيل من الوزارة رفقة خمسة وزراء بعد فوزهم بمقاعد في البرلمان الجديد فأصبح بقرار من رئيس الجمهورية معفيا من أشغال الوزارة ومشاريعها، لكن رغم ذلك بقينا نلحظ الغياب الدائم لغول الذي لم نجد له تفسيرا غير الخلاف مع قيادة الحزب التي اتّخذت مسارا لم يوافق عليه الوزير السابق. من جانبه، أعرب جهيد يونسي العضو في حركة الإصلاح في اتّصال لنا معه أمس عن أمله في عدم حدوث الانشقاق، متمنّيا الحفاظ على تماسك حركة مجتمع السلم، نافيا أن يكون قد تلقّى خبر انفصال النّائب عمر غول وتشكيل حزب مستقلّ، أمّا عن مدى تأثير قرار الانفصال عن تكتّل الجزائر الخضراء فقد رفض يونسي التعليق قائلا: (لكلّ حادث حديث). وفي ذات السياق أكّد عزّ الدين جرافة منسّق تكتّل الجزائر الخضراء أن حركة النّهضة لم تعلم بهذا القرار، مشيرا إلى أن انسحاب أيّ فرد لا يمكنه أن يؤثّر على التكتّل الإسلامي، في حين تعذّر على (أخبار اليوم) الحصول على تصريح رسمي من أعضاء الحركة في ظلّ تململ وتهرّب هؤلاء من الإدلاء بتصريح واضح. وللإشارة، فإن الحديث عن انشقاق في بيت حمس ليس بالأمر الغريب، خصوصا مع احتدام الخلاف الذي انطلقت شرارته الأولى شهر جانفي الماضي عقب قرار قيادة الحزب الانسحاب من التحالف الرئاسي الذي جمعها بحزب التجمّع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير الوطني، ليتعمّق الخلاف أكثر بعد إعلان حركة مجتمع السلم مقاطعتها للحكومة، وهو ما تجلّى في المعارضة الواضحة من غول لتكتّل الجزائر الخضراء حين رفض الانضمام إلى الاحتجاج الذي نظّمه نواب التحالف الإسلامي في أولى جلسات البرلمان الجديد وغيابه في كافّة نشاطات الحزب كالملتقى الدولي لمحفوظ نحناح، إلى جانب غيابه في الجلسة الختامية للدورة الربيعية للمجلس الشعبي الوطني. وللتذكير، فإن الانشقاق الذي يتمّ الحديث عنه اليوم هو الثاني في تاريخ حركة مجتمع السلم بعد ذلك الذي قاده عبد المجيد مناصرة مؤسّسا جبهة الدعوة والتغيير سنة 2008، ليجد رئيس حمس أبو جرّة سلطاني نفسه في ورطة أخرى ومحلّ إرباك حقيقي يضاف إلى تداعيات النتائج غير الطيّبة التي حصدتها حركته رفقة شريكيها في (التحالف الأخضر) خلال التشريعيات الأخيرة.