تتحول ساحة بور سعيد قبل آذان المغرب وموعد الإفطار إلى ساحة عمليات للتضامن حيث تقوم مجموعة من الشباب من مختلف أحياء العاصمة بتحضير الوجبات وتوفير كل مستلزمات العائلات السورية وبعض الجزائريين الذين يقطنون بعيدا عن أهاليهم أو الذين يوجدون بدون مآوى. اقتربنا من أحد الشباب “رشيد”الذي كان نشيطا جدا ومنفعلا بحكم رفض البعض من المعوزين تنظيم أنفسهم، وأكد لنا انه بصراحة ينتمي لإحدى الجمعيات التي رفضت منحها الترخيص لتوزيع الوجبات في ساحة “السكوار” وأمام وضع العائلات السورية قررنا ترك مشكل الجمعية وتنظيم أنفسنا لتقديم المساعدة. وأضاف المتحدث الذي يقطن بالقصبة أن الكثير من المحسنين يقدمون مستلزمات الطهي ويأتوننا بالفواكه والمياه المعدنية والحليب وحفاظات الأطفال ولكن يبقى التحكم في الوضع صعبا جدا “لقد اطلعتم على سلوك بعض المنحرفين من الجزائريين فالفوضى هي أكثر ما يرهق” وتمنى المتحدث الذي كان ينسق مع زملائه قبول العائلات السورية الذهاب لمخيم سيدي فرج لتحسين طريقة التكفل بهم لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعل الأمور تتعقد أكثر فأكثر فكل يوم يزيد عدد المقبلين على ساحة بور سعيد. واشتكى الشباب المتطوع من عدم اقتناع البعض بما يقدم له حيث يخفون وجبات ويعودون لطلب أخرى ثم نقف على وضع كارثي بعد الإفطار حيث يقومون برميها وهو ما يزيد في متاعبنا النفسية. ويعرف المكان إقبالا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع للتعبير عن تضامنهم مع السوريين الذين وجدوا في الصحافة المكتوبة الوطنية ملاذا لقتل الوقت والاطلاع على أخبار بلادهم.