قام الفريق السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بزيارة عمل وتفتيش إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، أمس، عشية الاحتفال باختتام السنة الدراسية 2020 -2021، وتخرّج الدفعات. وقف الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عند مدخل الأكاديمية، وقفة ترحّم على روح الرئيس الراحل «هواري بومدين»، الذي تحمل الأكاديمية اسمه، ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لأسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة. واستُهلّت الزّيارة بعرض قدّمه قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، حول الوضعية العامة لهذه القلعة التكوينية الرائدة، وحول مسار وتطور التكوين والتعليم بها، والدور الأساسي الذي تقوم به في ميدان تكوين الطلبة والمتربّصين، باعتبارها مشتلة حقيقية لتخريج الكفاءات ومصدرا لا يَنْضَبْ تتزود منه مختلف الوحدات القتالية، بالعنصر البشري الكفء والمؤهل الذي يضمن لها مواصلة أداء مهامها. استحضار تضحيات وبطولات الشّهداء بعدها أشرف الفريق، بحضور قادة القوات البرية، الناحية العسكرية الأولى والأكاديمية على عقد لقاء ضمّ إطارات ومتربّصي وطلبة الأكاديمية ألقى خلاله كلمة جدّد فيها تهانيه، لمنتسبي الأكاديمية، ومن خلالهم إلى كافة مستخدمي الجيش، بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال والشباب، مذكّرا بواجب استحضار تضحيات وبطولات الشهداء الأبرار والانحناء الخاشع أمام أرواحهم الطاهرة، وهنا قال «كما أود اغتنام هذه المناسبة الكريمة، وبلادنا لا زالت تعيش نفحات الاحتفال بعيد استقلالها، التاسع والخمسين، أن أجدّد لكم أنتم منتسبي الأكاديمية العسكرية لشرشال وكافة إطاراتها ومستخدميها، ومن خلالكم إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، أحر التّهاني وأصدق التمنيات، راجياً من الله العلي القدير، أن يعيد هذه الذّكرى الوطنية المجيدة على بلادنا، بمزيد من القوة والمنعة والاستقرار. ويجدر بنا كذلك، أن لا ننسى واجب تذكر الشهداء الأبرار، كل شهدائنا الأمجاد، شهداء المقاومات الشعبية، وشهداء الثورة التحريرية المجيدة، وشهداء الواجب الوطني، والانحناء الخاشع أمام أرواحهم الطّاهرة، مقدرين لهم عظمة الوفاء وسمو درجات الفداء، في سبيل انعتاق الجزائر وافتكاك استقلالها وحريتها.» مدرسة حقيقية لتخرّيج الرجال وأكّد الفريق أنّ الجيش الوطني الشعبي كان ولا يزال مدرسة حقيقية لتخريج الرجال، وأنّ القيادة العليا حريصة ليس فقط على تلقين الطلبة، بمختلف مستوياتهم، أسس العلم والمعرفة بكافة مجالاتها، بل كذلك على ترسيخ في نفوسهم المبادئ النبيلة ومعاني حب الوطن، والإخلاص للجزائر، والوفاء لعهد الشهداء الأمجاد. وأشار قائلا: «فالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يتعين عليكم أنتم رجال الغد وإطارات المستقبل أن تفتخروا بالانتماء إليه أشد الافتخار، كان ولا يزال مدرسة حقيقية لتخريج الرجال، من ذوي العزائم القوية، والإرادات الصلبة، والإيمان الراسخ بكل معاني الإخلاص للوطن. هذه هي روافد نجاح جيشنا ومنبع قوته، ومصدر نصره، ومن هذه الرّوافد يتزود بكل أسباب قوته وعوامل تطوره المرغوب، ويعمل بدعم من السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على توفير كافة عوامل النجاح، المتوافقة مع سمو هذه المبادئ الوطنية الثابتة. ومن بين هذه الرّوافد الغزيرة أيضا التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي ويجعل منها عاملا مهما من عوامل اكتساب القوة بمعناها الشامل، هي الأكاديمية العسكرية لشرشال، «الرئيس الراحل هواري بومدين»، التي اكتسبت سمعة طيبة، بفضل المستوى التعليمي الأكاديمي الرفيع، الممنوح لطلابها ومتخرّجيها، الذين بلغت بهم مراتب الامتياز، من حيث الكفاءة والمهارة والمؤهّلات، والمتشبّعين بكل معاني حب الوطن، والإخلاص للجزائر، والوفاء لعهد الشهداء الأمجاد. فإلى جانب ترسيخ أسس العلم والمعرفة بكافة مجالاتها، في عقول الطلبة بمختلف مستوياتهم، فإنّنا نحرص دوما على التذكير بمعاني المبادئ، وسمو القيم، التي يستمد منها جيشنا رصيده التكويني، ويجعل منها محفّزا رئيسيا من محفّزات العمل النّاجح، ونحرص في نفس الوقت على التنبيه باستمرار، إلى أنّ هذه المبادئ والقيم هي الرابط القوي الذي يربط تاريخنا الوطني المجيد، بحاضر الجزائر، ومستقبلها الواعد». رفع الجاهزية القتالية للأفراد الفريق أشار إلى أنّ من أهم المؤشّرات الدالة على التطور الذي حقّقه الجيش الوطني الشعبي، فعليا وميدانيا، هي تلك الخطوات، المقطوعة في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية: ولا شك أنّ من أهم المؤشّرات الدالة على التطور الذي حققه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فعليا وميدانيا، هي تلك الخطوات، المقطوعة في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية، لاسيما من خلال إجراء التمارين التكتيكية المنفّذة بنجاح كبير، طوال السنة التدريبية، حيث تولي القيادة العليا للجيش، أهمية بالغة للتحضير القتالي للقوات، بهدف الرفع المستمر للجاهزية القتالية للأفراد، وتحكّمهم في مختلف منظومات الأسلحة الحديثة التي يحوزها الجيش الوطني الشعبي، وبالتالي تعزيز الفعالية القتالية لوحدات جيشنا، المرابطة في كل شبر من ترابنا الوطني، وتلكم هي الأهداف التطويرية التي نسعى دوما وبإصرار شديد، إلى تثبيت ركائزها، من خلال تقدير وتثمين كافة الجهود المبذولة، من قبل المستخدمين العسكريين بجميع فئاتهم ومستوياتهم». عقب ذلك، فسح المجال أمام الإطارات والطلبة، الذين عبّروا عن امتنانهم للعناية التي توليها القيادة العليا للأكاديمية، ومعبّرين عن اعتزازهم الكبير بالانتماء إلى صفوف الجيش الوطني الشّعبي، سليل جيش التحرير الوطني، واستعدادهم الدائم من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره. وفي نهاية الزيارة، قام الفريق بتدشين فوج الأكاديمية، حيث تابع عرضا عنه، وطاف في مختلف مرافقه.