ما تزال مصدر قلق وتشكل خطرا حقيقيا، ليس على السكان القاطنين على مقربة منها فحسب وإنما على سكان العاصمة ككل.. مفرغة أولاد فايت لم تغلق بالرغم من انتهاء المدة المحددة لاستغلالها في فيفري الفارط وبالرغم من الحكم القضائي الذي أصدره مجلس الدولة في 23 ماي 2007، والقاضي بغلق هذه المفرغة والذي تحصلت ''الشعب'' على نسخة منه. معاناة كبيرة ما يزال يعيشها سكان البلديات المجاورة لمفرغة اولاد فايت، حيث وقفت ''الشعب'' على وضعيتها التي ازدادت تدهورا، وتفاقمت انعكاساتها على صحة السكان والمحيط ، وهذا ما زاد من غضب المواطنين الذين لجأوا للتعبير عن المأساة التي يعيشونها يوميا واستيائهم الشديد من خلال الحركة الاحتجاجية، بغلق الطريق الوطني في جوان الماضي، مطالبين السلطات المحلية بتطبيق القانون، وإيقاف المفرغة بصفة نهائية، بعد أن تسبب في تسجيل وفيات في صفوف الأطفال جراء الأمراض منها ضيق التنفس، والأمراض المعدية كالتيفوئيد.. حسب ما كشفته لنا الأطراف التي تحدثنا إليها خلال الاستطلاع التي قمنا به . وقد عادت ''الشعب'' من خلال هذا الروبورتاج، لتنقل هذه المعاناة، وقد أجرت أحاديث صحفية مع مختلف الأطراف المعنية بهذه القضية، حيث اقتربنا من نائب رئيس بلدية بابا احسن حميد خوجة الذي أخلى مسؤولية البلدية من تطبيق الحكم القضائي، كما قدم رئيس جمعية حماية البيئة لبابا احسن عبده بن اشنهو تصريحات وصور موثقة عن الوضعية الكارثية التي تشهدها هذه المفرغة، بالإضافة إلى ممثل الحركة الايكولوجية مشاط طارق يزيد الذي يهدد بتصعيد الوضع في حالة عدم تطبيق قرار العدالة. وبالرغم من الشكاوى المتكررة لسكان بلدية بابا احسن، اولاد فايت المطالبة بغلق المفرغة إلا أن هذه الأخيرة ما تزال تستقبل يوميا كميات هائلة من النفايات المحملة في الشاحنات «نات كوم وغيرها» قادمة من كل بلديات الولاية، وحسب شهادة بعض السكان التي اقتربت منهم ''الشعب''، ومنهم ممثل عن الحركة الايكولوجية لبلدية بابا حسن، مشاط طارق زياد، ومجموعة من المواطنين، فان الوضع ما يزال كما كان في السابق، حيث الروائح الكريهة تنبعث من هذه المفرغة، التي أصبحت تشكل مصدرا للعديد من الأمراض كضيق التنفس، والبثور التي تظهر على الجلد وما تسببه من حكة، ناهيك عن لسعات البعوض السامة التي تترك آثارا واضحة خاصة على بشرة الأطفال، وكذا الأمراض المنتقلة عن طريق المياه نتيجة تلوث المجاري المائية، وقد هدد المتحدث بالعودة إلى حركات الاحتجاج بعد انقضاء الشهر الفضيل، في حالة ما إذا لم تجد السلطات المعنية حل عاجلا لهذا المشكل الممتد في الزمان والمكان. وقد أكد لنا المتحدث ان كل البلديات المجاورة لبابا احسن واولاد فايت ودرارية والعاشور تعيش حالة لا تطاق، وتزداد سوءا كلما حل فصل الصيف، مشيرا إلى ان السكان عاشوا في الأيام الأخيرة التي تميزت بارتفاع محسوس في درجات الحرارة مأساة حقيقية، حيث لم يكونوا يستنشقون سوى تلك الروائح المشبعة بالغازات السامة المنبعثة من تكدس أطنان من النفايات لمدة تزيد عن عشرية من الزمن. وليس الروائح الكريهة والتلوث ''الخانق'' هو كل ما تفرزه هذه المفرغة، بل أكثر واخطر من ذلك حسب احد المواطنين «ف ب» الذي أكد لنا ان الشاحنات التي تنقل النفايات المنزلية تتسبب في حوادث مرور في مفترق الطرق بين الرياح الكبرى ومفترق الطرق المؤدي لاولاد فايت، بسبب السوائل التي تتسرب من هذه الشاحنات والناجمة عن عملية عصر النفايات، فتصبح الطريق زلجة، وبالتالي يصعب التحكم في المركبات، ويؤدي ذلك إلى التصادم، وقد خلف ذلك العديد من الضحايا، مشيرا إلى ان الوضع لم يعد يحتمل، لأن الخطر يتربص بالسكان من كل ناحية. وبعد أن طرقوا كل الأبواب، يبقى سكان الأحياء المحاذية والقريبة من مفرغة أولاد فايت يعيشون معاناة حقيقية، ويترقبون نهاية هذه المأساة، خاصة وأن خلاصهم من ذلك متعلق بفتح الموقعين البديلين اللذين أعلن عنهما مدير البيئة بولاية الجزائر تباني في كل من تيبازة «حميسي»، وبومرداس «قورصو»، التي تقدر طاقة استيعابهما مجتمعة ب 17 مليون متر مكعب.