اتخذت جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لتفادي نقص السيولة على مستوى مكاتب البريد بمناسبة العيد على غرار باقي السنوات التي خلت، حسب مصدر من إدارة البريد بسكيكدة. وشكلت لجنة ستعمل على توفير السيولة خلال الأيام الأخيرة من رمضان عبر مكاتب البريد، وهي الفترة التي تقوم فيها المؤسسات العمومية والإدارات بتسبيق دفع الرواتب الشهرية لموظفيها، تحسبا للعيد والدخول الاجتماعي المرتقب، وتقرر فتح المراكز البريدية ليلا في هذا الظرف، على غرار السنوات الأخيرة. وتشهد العديد من مراكز البريد بسكيكدة، انطلاقا من أول أيام شهر رمضان الكريم، حالة غير مسبقة من الفوضى وطوابير بشرية كبيرة منذ الساعات الأولى من النهار تصطف أمام أبواب المراكز أو أمام آلات السحب الآلي، الظاهرة السلبية انتشرت بصورة سريعة وتتسبب في جل الأوقات في حدوث مناوشات تصل أحيانا إلى شجارات عنيفة. وتعاني مرة أخرى مكاتب بريد الجزائر بولاية سكيكدة، من نقص ملحوظ في السيولة لأسباب أرجعتها الإدارة إلى الطلب المتزايد الذي تسجله المؤسسة في هذه الفترة، ولم يتمكن عدد كبير من زبائن بريد الجزائر نهاية الأسبوع، من سحب أجورهم الشهرية نتيجة العجز الذي يلازم المكاتب منذ عدة أيام، حيث إزداد الضغط على المكاتب وجعلها عاجزة على تغطية إحتياجات المواطنين المتزايدة. وحسب مصدر من القباضة الرئيسية، فإن الإشكالية المطروحة لن تستمر طويلا ولم تمس كل المكاتب التابعة لمؤسسة بريد الجزائر، وستسعى الإدارة لتجاوز المشكل وحله بشكل استعجالي. ويعاني المركز البريدي الرئيسي المتواجد بشارع زيغود يوسف بسكيكدة من نفس المشكل، وهذا منذ الأسبوع الثاني من شهر رمضان الكريم، وسط تذمر كبير للمواطنين الذين لم يتمكن جلهم من استلام مستحقاتهم المالية الشهرية، أكثرهم المتقاعدون والعمال البسطاء، وذلك بسبب الازدحام، وما زاد الطين بلة توقف آلات السحب لفترات طويلة، وإن اشتغلت فإنها تكتفي بتقديم معلومات عن الرصيد. ناهيك عن تحديدها للمبلغ المالي المراد سحبه والمقدر ب20 ألف دج بالنسبة للحاملين لبطاقات السحب الآلي لبريد الجزائر، أما الحاملون لبطاقات السحب البنكية فإنها تكتفي بمنح 5 آلاف دج فقط. علما أن العديد من المواطنين يضطرون لحجز أماكنهم في الصباح الباكر، بعضهم قادمون من بلديات مجاورة، بينما يضطر البعض للتنقل إلى ولايات أخرى مجاورة، كقسنطينة وعنابة لسحب مستحقاتهم المالية. وما يجدر التذكير أن القطاع قد اصطدم بنفس المشكل منذ أشهر خلت، حيث لم تتمكن المؤسسة من تجاوز المعضلة خلال تلك الفترة لأسباب حصرتها هذه الأخيرة في مخلفات الرواتب التي استفاد منها عمال قطاعات عديدة كالتربية، الأمن، مصالح البلدية وغيرها من الهياكل التي مستها العملية. الموزعات الآلية ديكور بلا فائدة عبّر العديد من المواطنين بسكيكدة، ممن التقينا بهم عن استغرابهم من عدم فاعلية الموزعات الآلية، إضافة إلى قلة عددها، لكن الغريب في الأمر أنّ تلك الموزعات لا تشتغل طوال الوقت، باستثناء موزع واحد والمتواجد بمركز ''البريد المركزي'' ويفضل الكثير من الزبائن استعمال تلك الموزعات لتفادي الطوابير وساعات الانتظار الطويلة، لكنهم يفاجئون في أغلب الأوقات بعدم وجود السيولة المالية بها أو انقطاع النظام المعلوماتي. وبالمقابل، تعرف العديد من الموزعات الآلية لبريد الجزائر منذ بداية الشهر الكريم، تذبذبا وشللا كبيرا في كافة تراب الولاية بسبب الأعطاب التقنية، ولغياب الصيانة الدورية كرس الوضع المأسوي لهذه الآلات، التي استحدثت لتسهيل عملية تحصيل مرتبات ومستحقات زبائن البريد، لتتحول إلى مشاكل إضافية، تؤرق المواطنين بالدرجة الأولى. وقد أكد العديد من المواطنين أصحاب البطاقات المغناطيسية والذين لا يملكون صكوكا بريدية، أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في سحب أموالهم رغم أن الموزعات تعمل بشكل عادي، حيث يمكن للزبون الاطلاع على رصيد حسابه لكنه لا يستطيع السحب، وأشار بعض عمال البريد أن الموزعات مزوَّدة بالنقود، وعندما يستفسر الزبائن الإدارة تؤكد لهم بأن المشكل من العاصمة.