تعرف أشغال انجاز مستشفى 240 سرير بعاصمة الولاية بومرداس، وتيرة متواصلة من الانجاز لكنها ليست بنفس الانطلاقة الجادة التي عرفها المشروع بداية من شهر ماي الماضي تاريخ عودة النشاط لهذا المرفق الهام، بعد سنوات من التوقّف وتغيير المقاولات، حيث استقر الأمر أخيرا على مؤسسة جزائرية مؤهلة حسب وصف مديرية التجهيزات العمومية وبحصة واحدة، بغلاف مالي معتبر قدر ب427 مليار سنتيم في عملية إعادة تقييم متكررة نتيجة التأخر. كثّفت مديرية التجهيزات العمومية لبومرداس من خرجاتها التفقدية ومتابعة وتيرة أشغال انجاز مشروع 240 سرير بمنطقة الساحل لبومرداس، بهدف رفع العراقيل التقنية خوفا من تعطّل المشروع مجددا، وبالتالي تكرار السيناريو السابق وتعاقب مؤسسات الانجاز منذ تسجيله في المخطط 2005 /2009، قبل أن يقع الاختيار أخيرا على مؤسسة جزائرية مؤهلة أخذت على عاتقها عملية الإنجاز شهر ماي الماضي وبتيرة قوية ومتابعة شبه يومية للسلطات الولائية حتى يسلم في الوقت حسب دفتر الشروط ومدة الانجاز التي لا تتجاوز 30 شهرا. ويشكّل مستشفى 240 سرير، أحد أهم الهياكل الصحية التي تدعّمت بها ولاية بومرداس، حيث يتشّكل من 5 طوابق و10 قاعات للجراحة الطبية ومصالح أخرى يتطلّع إليها المواطن، إلى جانب مدرسة شبه الطبي التي دخلت حيز الخدمة منذ عدة أشهر، وكلها مرافق جاءت لدعم القطاع بالنظر إلى العجز الكبير في عدد المراكز وحالة الضغط الرهيبة التي تعرفها المؤسسات الاستشفائية الثلاثة في كل من الثنية، برج منايل ودلس أمام تزايد عدد السكان الذي لا يقابله توازنا من حيث عدد الأسرة التي لا تتجاوز 600 سرير مقابل مليون نسمة، بنوعية خدمات متفاوتة وغياب التخصّصات الرئيسية، حيث يتمّ لحدّ الساعة تحويل أغلب الحالات المعقدة والمستعجلة إلى المستشفيات الجامعية القريبة منها مستشفى نذير محمد بولاية تيزي وزو، في انتظار تجسيد مشروع كلية الطب المسجلة للإنجاز أيضا. تحويل مبنى «تيتانيك» إلى مستشفى ينتظر كما يتساءل المواطنون والمتابعون لملف الصحة بالولاية عن مصير مقترح تحويل مبنى المركز التجاري «تيتانيك» وسط مدينة بومرداس التابع لصندوق التوفير والاحتياط إلى مستشفى الأم والطفل الذي وافقت عليها وزارة الصحة بعد قيام وفد وزاري برئاسة مدير الديوان بزيارة تفقدية للهيكل شهر أوت الماضي، لكن ولحدّ اليوم لم تظهر أية مؤشرات على العملية، بالتوازي أيضا مع الموافقة الرسمية على تحويل مشروع مستشفى الأمراض العقلية 120 سرير ببلدية بودواو الذي انطلقت به الأشغال سنة 2010، إلى عيادة متعدّدة الخدمات تشمل عدة تخصصات كمصلحة طبّ النساء، الاستعجالات وهذا بناء على رغبة السكان الذين يعانون من نقص المرافق. أمام هذه الحالة وقلّة مكاسب قطاع الصحة لبومرداس من حيث الهياكل الجديدة التي تبقى مقتصرة على عدد من المراكز الصحية وقاعات العلاج التي استفادت من أشغال تهيئة بالمناطق النائية بعضها ظلّ مغلقا لسنوات بسبب الأزمة الأمنية، تبقى مؤسسات الصحة الجوارية تحمل ثقل خدمات الصحة بأداء مهني ومحترف رغم قلة الوسائل حسب شهادات المواطنين الذين وجدوا في هذه المؤسسات ملاذا مفضّلا خاصة بعد تدعيمها بأهم التخصّصات المطلوبة من قبل السكان كطب الأسنان، في ظلّ النقائص الكثيرة المسجلة كأزمة ضمان المداومة الطبية، الاستعجالات وأخرى تطالب بتخصيص سيارات إسعاف لتحويل المرضى.