يتواصل الإرتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا بولاية باتنة، بتسجيل أكثر من 16 إصابة في اليوم، رغم إجراءات الحجر وإطلاق الأطباء والمختصين دعوات بالتزام أقصى درجات الوقاية، بارتداء الكمامات والتباعد والتعقيم، في وقت أطلقت مختلف المصالح المعنية حملات تعقيم واسعة بكل مدن الولاية. تسبب حالة الاستهتار من طرف المواطنين في الوقاية من الفيروس التاجي تسجيل الولاية لأكبر عدد إصابات على المستوى الوطني بعد العاصمة، الأمر الذي جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر حول تفشي الوباء وتدهور الوضع الصحي بالولاية، خاصة مع تسجيل نقص فادح في مادة الأكسجين بعدة مستشفيات بالولاية، رغم حملات التطوع التي قام بها سكان الولاية وبعض رجال أعمالها وجمعيات نشطة في اقتناء صهاريج أكسجين، وأجهزة توليد الأكسجين. في المقابل، دفع هذا الوضع المقلق الذي رافقه خوف كبير لدى السكان، إلى تسجيل المراكز الصحية المخصصة للتلقيح الموزعة عبر كل إقليم الولاية والمقدر عددها بأكثر من 100 مركز تلقيح إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين من مختلف الفئات العمرية الراغبين في التلقيح ضد الفيروس، وقد تسبب إقبال المواطنين على التلقيح في نفاد كميات اللقاح المتوفرة في ظرف ساعات قليلة فقط، ما حتم على السلطات المعنية جلب المزيد من الجرعات من معهد باستور، خاصة بعد وصول كميات جديدة من اللقاح من نوع سينوفاك الصيني. ويأتي الإقبال على التلقيح بباتنة، بعد تسجيل كل المؤسسات الإستشفائية بالولاية لحالة تشبع بمرضى الكوفيد، رافقته حالة هستيريا وخوف وهلع من نفاد مخزون الأكسجين، على غرار ما عاشته عدة مستشفيات مؤخرا بعد الإرتفاع الكبير لمؤشر الإصابات اليومي بكورونا، خاصة بعد عيد الأضحى المبارك، أين خرق غالبية سكان الولاية البروتوكول الصحي، خاصة في وسائل النقل الجماعي والأماكن العمومية التي تشهد تجمعات للمواطنين دون ارتداء كمامات. بدورها مصالح الأمن والتجارة كثفت من دورياتها الخاصة بمراقبة مدى التزام التجار، وأصحاب الحافلات بإجراءات الوقاية الجدية، التي أعلنت عنها الحكومة في آخر مجلس وزراء، أفضت إلى غلق أسواق المواشي والسيارات وحظر التجمعات، خاصة حفلات الزواج والختان ومراقبة قاعات الحفلات. من جهة أخرى، طالب سكان دائرة الشمرّة التي تبعد بحوالي 60 كلم عن عاصمة الولاية، الوالي توفيق مزهود بالتدخل العاجل وتخصيص مركز للتكفل بمصابي الفيروس بدل التنقل اليومي إلى مستشفيات عاصمة الولاية، وهو الأمر الذي زاد من معاناة المرضى وعائلاتهم، خصوصا بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات والوفيات ولجوء العديد من المواطنين للحجر الصحي المنزلي وتلقي العلاج الطبيعي، خوفا من مضاعفات التنقل للمستشفيات التي تشهد تشبعا كليا.