يحذر أطباء مُختصين من إمكانية أن تقبل الجزائر على أيام صعبة بسبب انتشار السلالات المتحورة وبشكل سريع جدًا، مع تجاوز عتبة الإصابات 800 حالة المعلن عنها يوميًا، في ظل مع استمرار استهتار وتهاون المواطنين بإجراءات الوقاية، مع بلوغ المستشفيات مرحلة التشبع، ولعل أبرز شيء سيعقدُ الأوضاع الصحية عيد الأضحى وزيادة التنقلات والسفر بين المدن وحتى موسم الاصطياف. وفي هذا الإطار قال البروفيسور خميسي علي، إن الوضعية الوبائية للفيروسات المتحورة تثيرُ القلق وتنذرُ بالأسوأ بسبب ارتفاع عدد الإصابات وارتفاع الوفيات يوميًا، خاصة في ظل استهتار المواطنين بالتدابير الوقائية كعدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وأوضح ل "الجزائر الجديدة" أن الموجة الثالثة تُعتبرُ أخطر بكثير من سابقاتها بسبب انتشار أخطر متحور لفيروس "كوفيد 19" وهو "دلتا" الذي سُجل لأول مرة في ولاية ماهاراشترا الهندية في أكتوبر 2020. وذكر المُتحدث أن الإمكانيات المادية والبشرية مُتوفرة حاليًا لمواجهة الجائحة في المستشفيات رغم أن الكثير منها بلغ مرحلة التشبع والأسرة ممتلئة، لكن المخاوف القائمة حاليًا تكمنُ في فقدان السيطرة على الأوضاع بسبب الارتفاع اليومي المسجل في الإصابات. ووفق البروفيسور خميسي علي فإن المناخ الحالي يُشجعُ على انتشار الفيروسات لأن التلقيح يسيرُ بوتيرة بطيئة للغاية ولم نكتسب بعد مناعة القطيع، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن حملة التلقيح التي شرُع فيها منذُ مدة لم تشمل سوى 10 بالمائة من الجزائريين وهي نسبة لا تُساعد في الحد من انتشار سلالة "دلتا" بما يستدعي تشجيع المواطنين على التلقيح لبلوغ نسبة 80 بالمائة لكسر سلسلة نقل العدوى والتصدي لموجات أخرى من الإصابة. بالمُقابل قال الدُكتور المُختص في أمراض الكلى رضوان بن عمر، إن الوبائية سيئة جدًا والأرقام الحالية لا تعكسُ إطلاقًا الحقيقة بالمستشفيات، فهي تمثلُ فقط الحالات التي تُعاني من الأعراض الخطيرة وتحتاجُ إلى الأكسجين، واستدل المُتحدث بتسجيل 5 وفيات بكورونا الأسبوع المنصرم ومن بين الضحايا الدكتور "بن توهامي سليمان" البالغ من العمر 50 وهو طبيب مختص في الأمراض التنفسية ورئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى عين ولمان بولاية سطيف، تعرض للإصابة بالفيروس منذ أسابيع بمكان عمله بمستشفى عين ولمان، ثم تم تحويله إلى مستشفى سطيف الجامعي، أين لفظ أنفاسه الأخيرة. وحذر المتحدث من خروج الوضع الوبائي عن السيطرة لأن قدرة المستشفيات الجزائرية محدودة جدًا، وشدد على ضرورة رفع وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا حتى نبلغ نسبة 80 بالمائة من السكان باعتباره الخيار الوحيد للوقاية من نقل العدوى للمتحور الهندي الذي أصبح أكثر فتكًا وانتشارًا في العالم. من جهته قال المدير العام لمعهد باستور وعضو اللجنة العلمية البروفيسور فوزي درار، في حديث خاص لاذاعة سطيف، إن الموجة الحالية للوباء التي تشهدها الجزائر كانت منتظرة، بسبب عديد المؤشرات الخارجية والداخلية، ودخول السلالات الجديدة غيّر المعادلة. وأفاد درار بأن هذه الموجة سببها سلالة دلتا الهندية الأكثر انتشارا بنسبة 2.67%، وأيضا الفا البريطانية نسبة الإصابة 50.4%. وقال إن أكثر شيء مزعج حاليا هو "دلتا" لأنها قوية جدا والشخص المصاب ينقل العدوى على الأقل إلى ثمانية آخرين. وأضاف "ندق ناقوس الخطر أعداد الإصابات سيتضاعف في الأيام القادمة، هناك صعود رهيب للإصابات يوميا. إذا كان هناك التزام فوري فسنشهد ذروة هذه الموجة خلال أسبوعين. ثم تعرف أعداد الإصابات تنازلا". وناشد درار مديري المؤسسات والشركات والتجمعات تحسيس العمال ودعوتهم للتلقيح ونشر رسائل إيجابية، حيث قال إنه منذ جانفي الفارط توزيع ما يقارب 5 ملايين جرعة على كل الولايات، وسنستقبل هذا الأسبوع 4 ملايين جرعة سينوفاك.