في انتظار وصول شحنة الأكسجين المخصصة لمستشفيات قسنطينة، هاته الأخيرة تعيش أزمة خانقة في توفير هذه المادة الحيوية، سيما وأن الكمية المنتظرة لن تكفي مستشفيات الولاية الأربع. كل مستشفيات الولاية تعاني أزمة حادة وتذبذبا في توزيع الأكسجين، لأن الكمية الموزعة لا تلبي حاجيات الصهاريج بها ولا المرضى سوي 12 ساعة كحد أقصى، حيث أن صهريج المستشفى الجامعي ابن باديس يتطلب 30000 لتر (10000 لتر خاصة بمرضي کوفيد-19)، المؤسسة الإستشفائية البير يتطلب 3500 لتر، مستشفى ديدوش مراد 3300 لتر، مستشفى الخروب 5000 لتر مستشفى زيغود يوسف 3500 لتر. ناهيك عن العيادات متعددة الخدمات خاصة في مصلحة الاستعجالات، فحالة انعدام الأكسجين التي شهدتها كافة المستشفيات مؤخرا، ليتم بعدها توفير صهريج واحد بسعة 5500 لتر في كامل الولاية، ما يمثل كارثة حقيقية فيما يتعلق بتقسيم الكمية وتوزيعها، بالموازاة مع تسجيل توقف تام لمراكز ملء القارورات مثل أوراس غاز (auras gaz) بولاية خنشلة وكذلك ليند غاز (linde gaz) بولاية قسنطينة، وهي المراكز التي تعرف طوابير الشاحنات منذ أيام، بما في ذلك أن مصنع الحديد بلارة بولاية جيجل الذي حول إلى توزيع الأكسجين الطبي. وتسبب نفاد الأكسجين من المستشفيات مؤخرا، في نقل مصابي كوفيد من مستشفى زيغود يوسف وألبير، وهي المشكلة التي دق بشأنها دكاترة ومختصون ناقوس الخطر في ظل ارتفاع عدد الإصابات التي تجاوزت يوم أول أمس 112 إصابة، مطالبين وزير الصحة بالتدخل العاجل لضمان التوزيع الجيد للكميات المتوفرة، سيما مع تزايد عدد الإصابات والوفيات، وتفاقم حالات بعض مرضى كوفيد 19 بسبب النقص الفادح في مادة الأكسجين ما أثر سلبا على الوضع الصحي. مؤكدين على أهمية وضع مخطط وبرنامج منتظم لتوزيع الأكسجين وفقا للحاجة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة والضغط وعدم قدرة المرضى على التنفس إلا بتوفره. للإشارة، فإن عديد الأطباء والمعنيين كانوا خلال الأيام الماضية قد وجهوا نداءات استغاثة لتوفير مكثفات الأكسجين لمصابي كورونا بمستشفيات ولاية قسنطينة المرجعية، والتي عرفت أزمة حادة تسببت في نقل بعض المرضى من مستشفى لآخر بسبب نفاد هذه المادة الحيوية، وهو الوضع الذي وصفه آخرون بالكارثي، مطالبين بتسريع إجراءات اقتناء المولدات والمكثفات بشكل استعجالي بغية التحكم في الوضع وعدم تفاقم الأمور.