أكد فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة إن تكتل الجزائر الخضراء المشكل من »حمس«، »الإصلاح« و»النهضة« مازال قائما، وأن اللقاءات بين أقطابه متواصلة ولم تنقطع للتشاور حول الوضع الحالي للبلاد، وقال ربيعي في تصريح خص به »الشعب« على هامش انعقاد تجمع شعبي للحركة التي يتزعمها بمدينة العلمة صباح أمس، ان المشاورات الحالية تتركز حول الحدث السياسي الذي ستعرفه البلاد في الأشهر القادمة والمتعلق بالانتخابات المحلية للمشاركة فيها أو اتخاذ موقف أخر بشأنها. وحول التكتل الأخضر قال ربيعي ان هناك لجنة تم تنصيبها لدراسة النظام الداخلي للتكتل ولضبط أساليب العمل وتفعيله أكثر وكذا بحث آلية تدوير القيادة فيه بين الأحزاب المشاركة، وفي هذا الصدد كشف محدثنا ان الأيام المقبلة ستشهد لقاء قمة بين زعماء التشكيلات المنضوية تحت راية التكتل ستصدر عنه توصيات وقرارات هامة، ويأتي هذا بعد ان اخذ تأشيرة المجلس الشوري لتفعيل التكتل ودوره، والذي تتزعم القيادة الحالية فيه حركة »حمس«. وعن انشقاق غول الوزير السابق عن »حمس« وتوجهه نحو إنشاء حزب جديد تجمع امل الجزائر »تاج« قال الأمين العام للنهضة ان حركته »تتعامل مع »حمس« كحزب بمؤسساته الشرعية وقياداته المعترف بها، وان التعهدات والالتزامات معها مازالت قائمة وبالنتيجة فان الأشخاص أمرهم لا يعنينا، وأن النهضة لا يخيفها أي حزب جديد يظهر في الساحة السياسية او كان ينشط من قبل لأننا نقبل بالتعددية الحزبية في العمل الديمقراطي«. وحول مسار الإصلاحات السياسية أوضح ان حركة النهضة تعتبرها لم تحقق الأهداف المرجوة منها، والجديد فيها هو الزيادة في عدد الأحزاب المعتمدة وهذا ما أدى إلى تمييع الساحة السياسية في البلاد، ويرى انه لو كانت الإصلاحات شاملة وجادة لنجمت عنها تعددية حقيقية وانتخابات نزيهة ما يؤدي الى تنظيف للساحة السياسية. وبخصوص الانتخابات المحلية المقبلة قال انه يوجد على مستوى حركته أيان متضاربان الأول يرى ضرورة مقاطعتها لان الظروف السائدة بما فيها ما حدث في الانتخابات التشريعية والقانون الانتخابي لا تسمح بإجرائها في أجواء الشفافية والنزاهة، اما الرأي الثاني فيرى ضرورة المشاركة فيها لمواجهة سياسة »الكرسي الشاغر« وللنضال من اجل توفير أجواء مناسبة لإجرائها، ثم ان هذه الانتخابات تمس الحياة اليومية للمواطن مباشرة والغياب عنها يعتبر في حكم التخلي عن تسيير انشغالات المواطنين والتكفل بها، وسيفصل بين هذين الرأيين الاجتماع المقبل لمجلس شورى الحركة منتصف سبتمبر. وقدم ربيعي مقاربة سياسية جديدة تبعا لمستجدات الساحة تتضمن جملة مطالب منها تشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على مرحلة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور الحالي ومراجعة قانوني الأحزاب والانتخابات، وأوضح في الأخير ان هذه الأفكار تشاطره فيها قيادات حركتي »الإصلاح« و»حمس«. وكان ربيعي قد اشرف بالعلمة على تنشيط تجمع شعبي حضره مناضلون من سطيف وبعض المدن المجاورة تناول فيه الكلمة النائب عن الحركة في البرلمان صالح موني رئيس المكتب الولائي والنائب نعمان لعور عن حركة حمس ومحمد ذويبي نائب رئيس الحركة، والذين تحدثوا عن الأوضاع الحالية السائدة في الوطن خاصة مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية التي اعتبروها بعيدة عن أهداف التشكيلة، كما تم تناول مساهمة الجزائر في مساعدة الفلسطينيين في كسر الحصار على غزة، قبل ان يتناول الكلمة الأمين العام لحركة النهضة للتطرق لمستجدات الساحة وموقف حركته منها.