تعيش أكثر من 45 ألف عائلة بولاية تلمسان في أكواخ قصديرية لا تصلح حتى لتربية المواشي ،خاصة وأن بعضها يعود إلى الحقبة الإستعمارية على غرار حي قداحة القصديري ،يحدث هذا في الوقت الذي إستهلكت الولاية ملايير الدولارات لأنجاز قصور ومشاريع أغلقت أبوابها بعد إنتهاء عام الثقافة الأسلامية من جهة أخرى لاتزال السلطات الولائية لم تفرج بعد عن قائمة 1165 سكن التي دشنها رئيس الجمهورية يوم 16 أفريل من سنة 2011 ما خلق أزمة حقيقية للسكن بالولاية . حي قداحة ببني وارسوس.. سكنات منذ العهد الإستعماري بمنطقة برج أعريمة التي تعد مقر بلدية بني وارسوس يوجد حي قداحة القصديري ،هذا الحي الذي أنشأ في الحقبة الأستعمارية ،حيث وحسب ما أشار إليه السكان القدماء أنه بني سنة 1959 ،وسمي بحي قداحة نسبة لأول سيدة سكنت به وتدعى قداحة وكانت عجوز طاعنة في السن ، هذا الحي الذي بني بالطين والحجارة لم يغير من وجهه الزمن ولا المسؤولين حيث ورغم أن الجزائر إستقلت منذ نصف قرن لكان حي قداحه زاد توسعا حيث تم إحصاء أكثر من 500عائلة تعيش في الأكواخ التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة فلا غاز ولا كهرباء ولاحتى قنوات تصريف المياه ما جعل أزقة الأكواخ الصغيرة تتحول إلى برك من المياه القذرة أتخدها الأطفال مقرا للعب غير مبالين بالأمراض والأوبئة التي قد تلحق بهم ،هذه الأحياء التي لا يعترف أصحابها بالقانون فكثرت فيها الأفات الأجتماعية ،وبقرية سيدي بن ضياف التابعة لذات البلدية عرقلة ملكية الأرض أهم المشاريع السكنية ما فتح أفاق البناء الفوضوي الذي توسعت دائرته في ظل غياب الرقابة من قبل السلطات المحلية. وادي الناموس ووادي السبعة.. آثار العشرية السوداء وآفات لا تنتهي ببلدية الرمشي 25 كلم شمال تلمسان توسعت دائرة البناء الفوضوي بحي وادي الناموس وحي وادي السبع ،هذه الأحياء القصديرية التي تولدت عن الأزمة الأمنية التي عاشتها المنطقة خلال التسعينات حيث هجر العشرات من سكان بلديات هنين وبني وارسوس إلى أحد الأودية الذي كان مصبا للمياه القذرة ويكثر به الباعوض ما جعل المنطقة تحمل إسمه ،كما تم إنشاء تجمع بواد مجاور يسمى بوادي السبع نسبة إلى منطقة غابية ببني وارسوس ، هذا وقد توسعت البنايات القصديرية حيث تجاوزت عدد المساكن القصديرية بهذه الأودية ال500 مسكن هذه المنطقة التي جمعت المنحرفين والفارين بجلدهم ما جعلهم يشكلون مجتمعا غير متجانس به كل الأفات الأجتماعية من دعارة وبيع الخمور والمخدرات والأعتداءات والسرقات ،وبنفس البلدية توجد 20عائلة مقيمة بحي المذبحة أين تنعدم أدنى شروط الحياة حيث حولت العائلات جزءا من سوق المواشي إلى مساكن بعدما قاسموها بالقصب وصفائح الزنك ، هذه المنطقة التي ينشط فيها أكبر بارونات الكحول على غرار المجرم ذبانة ومشطة ،بقرية سيدي أحمد يوجد أحد الأحياء القصديرية الذي يحوي أكثر من 350 بيت قصديري والذي لايزال يتوسع وأصبح يهدد الإستلاء على منطقة بحيرة قرار الرومانية المصنفة، الأمر الذي دفع بسلطات البلدية بتهديم عدة بيوت للحد من الظاهرة التي حولت هذا الحي إلى وكر لمختلف الممارسات اللاأخلاقية ،وبقرية سيدي بونوار بنفس البلدية جرفت المياه 5 أكواخ السنة الماضية بعدما فاض وادي دحمان عليهم وهم الذين بنوا في سفحه صيفا دون علمهم من المخاطر شتاءً ، أما بحي الكدية فتعيش العشرات من العائلات في سكنات تعد الإصطبلات أحسن منها بكثير
الأحيان أوزيدان والزيتون بشتوان.. مفرخة الإجرام غير بعيد عن مقر ولاية تلمسان شمالا توجد بلدية شتوان على بعد 5كلم ،هذه البلدية التي حطمت الرقم القياسي في عدد السكنات القصديرية والفوضوية حيث يحتل حي الزيتون الريادة في السكنات الفوضوية التي غزت المدينة منذ منتصف التسعينات هربا من الأزمة الأمنية وتكاثرت كتكاثر الجراد ما خلق شبكات تبزنس في الأكواخ والعقار ، وبحي أوزيدان بنفس البلدية تنامى الإجرام الذي أصبح يوميا وسط الأحياء القصديرية التي يتزايد عددها بشكل كبير نتيجة أزمة السكن والنزوح الريفي وضاعف ظهور شبكات الدعارة وبيع الكحول في تزايد نمو السكنات القصديرية حتى أصبح هذا الحي يضرب به المثل في نمو الأكواخ والإجرام ، وغير بعيد عن شتوان تعيش أكثر من 50عائلة في حي المدرس العتيق تحت أسقف مهددة بالإنهيار مصنفة في الخانة الحمراء من طرف فرق الحماية المدنية ورغم ذلك لايزال السكان ينتظرون الترحيل. السكنات الإجتماعية مجمدة منذ 2001 .. وسكنات الرئيس دشنت ولم توزع رغم الميزانيات الضخمة التي إستهلكتها ولاية تلمسان في مشاريع كبيرة لاتزال شاهدة على عراقة المدينة وأهميتها التاريخية ما جعل الرئيس يوليها إهتماما خاصا ،لكنها لم تتمكن من القضاء على مشكل السكن الذي صار يقف وراء كل الإحتجاجات التي تعرفها المدينة ،حيث وأنه منذ سنة 2001 لم يتم توزيع سكنا واحدا حتى أن اليوم تجد اللجان العاكفة على دراسة الملفات صعوبات كبيرة في توزيع كوطات السكن الجاهزة ،بفعل كثرة الملفات مقارنة بعدد السكنات وحتى سكنات الرئيس التي دشنها الرئيس بوتفليقة عشية إفتتاح تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية يوم 16أفريل 2011 لم توزع رغم مرور الحول عليها ما ضاعف من الضغوطات لدى المواطنين الذين باشرو حملة إحتجاج أمام مقر الولاية للمطالبة بالتوزيع والإفراج عن القائمة التي لاتزال رهن الدراسة الأخيرة .