أكّدت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال على تبني المقاربة الاقتصادية للثقافة التي انتهجتها الحكومة بجعل قطاع الثقافة رافدا للتنمية المُستدامة عن طريق تحفيز الخواص للاستثمار في الصناعات الثقافية بشتى أنواعها، بما في ذلك استغلال المواقع الأثرية والمعالم التاريخية لصالح التنمية من خلال توفير الخدمات السياحية والترفيهية لصالح المواطنين، ممّا سيسمح بإنشاء الثروة ومناصب الشغل. أوضحت المسؤولة الأولى على وزارة الثقافة والفنون بأنّ تنفيذ السياسة الثقافية للدولة لن يكون إلا بترقية المضامين الثقافية التي تثمّن عبقرية المبدعين والتراث الثقافي بكل تجلياته وتنوّعه، وشدّدت أن يكون الخيار المنتهج «العمل على ترقية الذائقة الفنّية لدى الأطفال والناشئة، لبناء جيل مرتبط بثقافته وأصالته ومنفتح على العالمية». أبرقت وفاء شعلال في كلمتها خلال افتتاح الموسم الثقافي بقصر الثقافة رسالة للمثقّفين والفنانين الجزائريين المقيمين في الخارج، للمساهمة في التنمية الثقافية الوطنية، ومشاركتهم في «تحريك المشهد الثقافي والترويج للثقافة الجزائرية أينما كانت الجالية موقعها إلى جانب المثقفين والفنانين المقيمين، من خلال الاستثمار في العمل الثقافي، وتنظيم فعاليات على أرض الوطن وخارجه». أشارت الوافدة الجديدة لقطاع الثقافة في خرجتها مع الفاعلين والشركاء في المشهد الثقافي بأنّ تحقيق الأهداف المسطرة في برنامج الوزارة المستمد من برنامج الحكومة، لا يتحقق دون إشراك مختلف القطاعات المعنية، على رأسها الجماعات المحلّية كفاعل أساسي في تحريك المشهد المحلي بما في ذلك فعاليات المجتمع المدني والفاعلين الحقيقيين من فنانين ومبدعين ومثقفين، حيث ستعمل على ضمان وترقية كل الحقوق الاجتماعية والمهنية لهؤلاء الشركاء ومرافقتهم وفق الآليات القانونية والإجرائية المُعتمدة». شدّدت الدكتورة شعلال على ترقية الخدمات الثقافية في المدن بتسطير أجندة للفعّاليات الأدبية والفنية، مع السّهر على تجسيدها بالاعتماد على الطاقات الإبداعية المحلّية والوسائل الذاتية، وتحقيق المردودية المرجوة الكفيلة بضمان التمويل الذاتي والمساهمة في إنشاء الثروة، «كإعادة المكانة المستحقّة للسينما، باعتبارها إحدى المجالات الثقافية التجارية من خلال منح استغلال القاعات من قِبل الخواص وفق دفاتر شروط محدّدة خلال بداية السنة الجديدة، كفيل بتحريك المشهد الثقافي، وتنويع الخدمات المقدّمة لصالح الجمهور.