سجّلت الروائية والشاعرة الجزائرية د.فضيلة ملهاق مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة بروايتها الجديدة «حينما تشتهيك الحياة» الصادرة حديثا عن «دار العين» المصرية في جناح دار العين، حيث يضاف هذا الإصدار إلى رصيد إسهاماتها الأدبية والعلمية، التي سبق لها وأن شاركت بها في مختلف المعارض داخل الوطن وخارجه. تدعونا رواية «حينما تشتهيك الحياة» منذ الوهلة الأولى إلى معايشة تجربة متفرّدة، ما بين نصفي الكرة الأرضية، الشمال والجنوب، خلال رحلة طويلة، محفوفة بالمخاطر والمفاجآت، وبالمتع أيضا. وتتقفى الرواية رحلة أحلام مجموعة من الشباب، لاسيما حميد ورفيقه موسى، الذين يقررون (الحرقة)، وهي الهجرة السّرية، بحثا عن مفاتيح السعادة، الحب والنجاح، فصادفوا هم ومجموعة من المهاجرين السريين، شخصا غريب الأطوار، أطلعهم على وجود سر مُثير ومُغر يندس في تذكارات بسيطة، حوّلت حياتهم إلى مغامرة معقدة، عجيبة، اجتازوا البحر على متن قارب بسيط، يحمل أحلاما كبيرة، ووجدوا أنفسهم، أينما يتّجهون وأيّ شيء يفعلون، في قبضة عالم غريب، محاط بالأسرار والغموض، وفي مواجهة رموز مركبة وألغاز، تكتب أحرف الحياة بشكل لا يخطر ببالهم التشويق والإثارة والغرابة يطلقون أشرعتهم بعيدا في هذه الرواية، وليس للقارئ بوصلة في ذلك سوى أحاسيسه ومرتكزاتها، التي تستخرج له رموز، وإشارات، ومصطلحات من لغات عدة.. ومعلومات علمية، وتذيقه طعم نكهات القلوب. لازمت فيها الرومانسية الواقعية بأسلوب مميز، فهي تلقي بنا مباشرة في بحر الحياة، من دون أن تغفل وجود مشاعرنا الجميلة تجاه بعضنا بعض، شواطئ الأمان. لعلّ المميز في هذه الرواية أيضا هو كونها تتناول موضوع الهجرة السرية من منظور مختلف، فهي تتجاوز تلك الصورة النّمطية لقارب سري يبحث عن مكان آمن في العالم، إلى وضعية القارب المعلوم الذي يدور حوله العالم كله، ويراقب أمانه من خلال بوصلته. إنّها تستنطق دسائس التاريخ البعيد وتطلعات جغرافيا الحاضر، لتعرض على أخشاب قارب (الحَرْقة) كيف تكتب أمواج البحر حكايات وتمحو أخرى، ومعنى أن تكون القلوب والعقول قاربا تتقاذفه تيارات الوجود .. وأكثر من ذلك، هي تضعنا أمام السؤال البسيط الكبير: «أين نكون، وماذا نحن، حين يغرق بعضنا في اليابس، ويعطش بعضنا في الماء؟». إنها أكثر من رواية، هي عملية اختراق أدبي لقلب الإنسان وعقله، فهي تستدرجنا، بجرأة مكتسحة ونعومة متناهية، إلى واقع الوجود في هذا العالم المعاصر. للإشارة فضيلة ملهاق، روائية وشاعرة جزائرية تتميز بتكوين عال مُتنوع، وموهبة أدبية متألّقة في الأنواع الأدبية الثلاث: الرّواية والقصة والشّعر، فضلا عن تأليف دراسات أكاديمية وأبحاث متخصصة في القانون، وفي مجالات فكرية. حاصلة على شهادتي بكالوريا، في الرياضيات وعلوم الطبيعة والحياة، وعلى شهادات عليا متخصّصة، على غرار شهادة المدرسة العليا للقضاء الجزائر، دكتوراه في القانون، دبلوم الدّراسات العليا المُتخصّصة في الدبلوماسية، شهادة جامعية أوروبية في مجال فضاء المعلوماتية Cyberespace، شهادات دولية في تكوين الخبراء في مجالي القانون الدولي الإنساني والإجرام الإلكتروني، وشهادات عدّة في مجالات مختلفة، منها اللغات الأجنبية. للمؤلفة أعمال أدبية منشورة في الجزائر والخارج، منها: الرّواية: ذاكرة هجرتها الألوان، لعنة اليربوع، رميم، المجموعات القصصية: الطباشير، خارج مجال التعرية، للعرض .. غير قابلة للرّسم، كما أن لها دواوين شعرية: قهوة باردة، مارد من عصر الحجر، سبورة أفلاطون، الفيفا تستحم في الجزيرة، امقورش في الجامعة، المذبوحة والمسلوخة، والمقطعة، رائحة البرميل، حُزنك أكبر منك ومنّي. أما من بين مؤلفاتها العلميّة: حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المُسلحة - واقع ورهانات، وقاية النظام البنكي الجزائري من تبييض الأموال، القرصنة المعلوماتيّة، التّفاوض وإدارة الأزمات الدولية.