نظّم المجلس الأعلى للغة العربية بمقره يوما إعلاميا بمناسبة صدور الجزء الثاني من «المعجم الطوبونيمي الجزائري»، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وذلك بحضور كل من «آمال جوامع» ممثلة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والمقدم «مداح ابراهيم» ممثلا للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، وكذا مجموعة من الدكاترة والباحثين المساهمين والمهتمين. يعدّ المنجز خطوة هادفة للحفاظ على ذاكرة الأمة الجزائرية وصيانتها من الزوال، وإبقائها حية نابضة ضد أي ثقافة دخيلة، سعت أو تسعى إلى طمس معالم هويتها الثقافية والاجتماعية. وقد أوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية «صالح بلعيد» خلال الكلمة التي ألقاها أن المعجم الطوبونيمي يتناول كل ما له علاقة بالتعريف بأسماء الأماكن التي طالها التغيير والمسح والمسخ، بفعل الحضارات التي توافدت إليها أو بفعل المستدمر الفرنسي، وإعادتها إلى وضعها الصحيح. وأضاف المتحدث، أن هذا المعجم سيكون مرجعا للباحثين في مجال الاماكنية، ومرجعا لكل السياح حيث تسهّل عليهم معرفة أماكن السياحة والعبادة، التضاريس ومناخ المناطق، قائلا في ذات السياق، أن «ما يعوّل عليه المجلس حاليا هو رقمنة هذا المنجز، حتى يساير التطبيقات المعاصرة». كما أكد المتحدث أن هذا الإصدار يدخل في إطار تصحيح الذاكرة الوطنية التي دخل عليها الغمس والزيادة، وكذا إعطاء البعد الحقيقي للهوية الوطنية. ومن جهتها أشارت رئيسة اللجنة العلمية د. فاطمة لواتي إلى أن هذا المعجم يعد الأول من نوعه، كونه باللغة العربية ومفصل تفصيلا دقيقا، يهتم فقط بالبلديات والتي وصل عددها إلى 1541 بلدية موزعة على 58 ولاية. كما أوضحت المتحدثة أن الجزء الأول قد غطى 16 ولاية بدءا من أدرار حتى ولاية العاصمة، أي بمجموع 611 طوبونيم، أما الجزء الثاني فقد غطى 15 ولاية بدءا من ولاية الجلفة وصولا إلى ولاية وهران أي بمجموع 512 طوبونيم. ومن جانبه، قال المقدم «يحيى مداح ابراهيم» ممثل المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد أن مساهمة المعهد الوطني للخرائط في انجاز المعجم الطوبونيمي، كانت من خلال تزويد فريق العمل بخرائط رقمية ومعطيات جغرافية محيّنة لكامل التراب الوطني، وتقديم الدعم التقني اللازم لإنجاح هذا المشروع الهام والواعد.