قال الدكتور سمير محرز، أستاذ محاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة تيسمسيلت، أن الغرب عاجز اليوم وغير جاهز لمواجهة روسيا، وأن لا أحد يريد حربا من أجل أوكرانيا، وأن الأزمة الأوكرانية هي الإعلان الرسمي لدخول العالم فعليا في حرب باردة جديدة بين قطبين رئيسيين، هما الصينوروسيا من جهة وأمريكا والغرب من جهة ثانية. أكد الدكتور سمير محرز، أن العالم بهذه المواجهة بين الروس والأوكرانين، سيشهد تحولات واضحة في النظام الدولي تنذر بولادة وبروز مشهد جديد للنظام الدولي على الأمدين القريب والمتوسط خاصة في أوروبا بالخصوص إذا لم تتحرّك الأطراف الغربية الموالية لأوكرانيا، وبالتالي فإن التحولات الحاصلة في موازين القوى إقليميا ودوليا مؤشر قوي على ما ستؤول إليه المرحلة المقبلة من تغييرات على الصعيدين الأمني والاقتصادي وذلك من حيث تراجع قوة حلف الناتو وصعود الجيش الروسي والصيني خاصة من خلال عتاده العسكري المتطوّر الذي سيقدم رسالة للغرب وبالخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن تفكر مليا قبل الدخول في المستنقع الأوكراني. وأضاف في اتصال مع «الشعب»، أن الصراع القائم حاليا سيمهّد لصعود دول جديدة في المجالات الاقتصادية ووصولها إلى منافسة أكبر، ومن جهة أخرى دخول دول جديدة في ميدان سباق التسلح فضلا عن محاولات دول صاعدة ببلورة وصياغة دور إقليمي جديد ومهم يسمح لها بفرض هيمنة أوسع على مساحات جديدة، ويؤمن لها مصادر أكثر وأسواقًا جديدة تلزمها في استمرارية تصاعدها وتقوية مكانتها إقليميا ودوليا خاصة بعد أن شاهدت الصمت الأوروبي والأمريكي تجاه الصراع الحاصل بين روسياأوكرانيا مما يجعل قناعاتها تزداد بأن الدول الغربية سوف لن تدافع عنها مستقبلا، ما يجعلها تفكر مليا في تقوية مجالها الاقتصادي والعسكري وتطويره بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية. كما أشار ذات المتحدث، أن هذا التوتر الذي تحوّل إلى صراع بين روسياوأوكرانيا ليس بالجديد فهناك العديد من المناطق داخل دولة أوكرانيا كانت تابعة لروسيا، إلا أن رئيس أوكرانيا المنتخب الجديد جاء، بعقلية تتبنى الطرح الغربي ما جعل نسبة التناسق بينه وبين الغرب بالخصوص أمريكا كنظامي بريطانيا وفرنسا يرتفع لأعلى مستوى وصلت لحدّ تفكيره بنشر قوات حلف الناتو على أراضيه وهذا ما رفضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعتبره مشكلة ظاهرية، إلا أن هناك العديد من المشاكل الخفية بين البلدين ما جعل بوتين يقدم رسائله في عدة مناسبات لأوكرانيا، إلا أن هذه الأخيرة كانت تعتمد على حلفائها الغرب لغاية ما فعله بوتين وقرر الحرب وبدأ الروس التصعيد الميداني في أوكرانيا.