واصلت أمس السبت القوات الروسية تقدمها على عدة محاور في إطار عمليتها الخاصة في أوكرانيا،وسط تصعيد الغرب بورقتي الضغط الاقتصادي والسياسي على موسكو مقابل جهود لبدء مفاوضات بين روسياوأوكرانيا، في وقت كانت موسكو أسقطت مشروع قرار لمعاقبتها بمجلس الأمن باستعمال حقّ الفيتو. في اليوم الثالث من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكدت القوات الروسية أنها هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، بينما قالت القوات الأوكرانية أمس السبت إنها صدت «هجوما» ليليا شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف. وقد فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار وزعته الولاياتالمتحدة يرفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عقب استخدام موسكو حقّ النقض لإحباط المصادقة على المشروع، ونال المشروع تأييد 11 دولة عضوا في المجلس، بينما امتنعت 3 دولة عن التصويت. وقالت مصادر إعلامية إنه جرى تعديل مشروع القرار بحيث تمّ تخفيف اللهجة تجاه روسيا، وأضافت أن مشروع القرار الأميركي المعدل لم يعد تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، والذي يتيح استخدام المجلس للقوة، كما أزيلت من الفقرة التمهيدية للمشروع إدانة الرئيس بوتين واستبدلت بإدانة روسيا، كما أعرب مشروع القرار عن الأسف على العملية العسكرية على أوكرانيا بدل إدانتها. وأضافت ذات المصادر، أن الولاياتالمتحدة عدلت الصيغة الأصلية للمشروع، بهدف جذب أصوات أكبر عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن. سيطرة ميدانية للقوات الروسية من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها سيطرت على مدينة مليتوبول، كما دمرت 821 منشأة عسكرية وأسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات في أوكرانيا. وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، إن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لا تزال مستمرة. وأشار إلى أن الجيش الروسي، تمكن من السيطرة على مدينة مليتوبول. ويتمّ اتخاذ جميع التدابير لضمان سلامة المدنيين ومنع الاستفزازات الأوكرانية. وذكر اللواء، أن قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وبدعم ناري من الجيش الروسي، تمكنت خلال ال24 ساعة الماضية من توسيع مساحات اختراقها لدفاعات أوكرانيا، وتواصل قوات دونيتسك هجومها باتجاه نوفومايسكويه. وقال كوناشينكوف: «أؤكد مجددا، يتمّ القصف فقط على أهداف البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، وبشكل يمنع إلحاق الضرر بالبنية التحتية السكنية والاجتماعية». في الأثناء أعلنت كييف حظر التجول ودعا الرئيس الاوكراني الشعب للقتال وعدم الاستسلام. حصيلة مرعبة لأعداد القتلى بينما يزداد القتال استفحالا، قالت وزارة الصحة الأوكرانية، أمس إن 198 شخص بينهم 3 أطفال قتلوا جراء القصف الروسي، في وقت بدأ القتال في العاصمة كييف يتحوّل إلى نوع من حرب الشوارع. وكانت وزارة الصحة الأوكرانية قد نشرت في وقت سابق حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط 57 قتيلا في اليوم الأول من التدخل الروسي، لكن ربما تكون الحصيلة أكبر. كما تتواصل أمواج الفارين من الحرب في البحث عن ملاذ آمن في الداخل والخارج. وعلى صعيد التطورات الميدانية، اقتحمت قوات روسية العاصمة الأوكرانية أمس واندلع قتال شوارع. وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تأكيدات متجدّدة أمس بأن الجيش الأوكراني سيتصدى للتدخل الروسي. وجاءت اشتباكات أمس في أعقاب يومين من الضربات الجوية والصاروخية المكثفة التي قال مسؤولون روس إنها استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية بينما توغلت قواتها البرية من الشمال والشرق والجنوب.