الأوكرانيون مختبئون في الملاجئ ومُشرّدون على الحدود كييف تحت القصف براً وبحراً دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث أمس السبت حيث تجدد قصف العاصمة وسُمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال وسط كييف منذ الساعات الأولى من السبت وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف. ق.د/وكالات أفادت الأنباء بسماع دوي إطلاق نار بالقرب من المقرات الحكومية في وسط العاصمة الأوكرانية فيما أكد الجيش الأوكراني وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب كييف كما أن القوات الروسية أطلقت صواريخ كاليبر على أوكرانيا من البحر الأسود. وأفادت مصادر متطابقة بأن العاصمة الأوكرانية تشهد انقطاعا في خدمة الإنترنت كما أفاد شهود عيان بوجود أعمال سلب في كييف بالتزامن مع شح المواد الغذائية وخاصة الخبز. وتزامنا أفادت المصادر بتجدد استهداف مدينة خاركيف مشيرة إلى أن سلطات خاركيف دعت السكان للنزول للملاجئ مشيرة إلى وجود أزمة غذاء وتهافت على مخازن الطعام في خاركيف. وأعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الوضع في كييف تحت السيطرة مؤكداً أن العاصمة تحت سيطرة الجيش والسكان فيما قالت القوات الأوكرانية السبت إنها صدت هجوماً ليلياً شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف. وكتبت القوات البرية في الجيش الأوكراني على فيسبوك : الهجوم تم صده من دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل بشأن مكان هذه المواجهة. *هجوم على عدة جبهات من ناحية أخرى أوردت وكالة إنترفاكس الأوكرانية أن جنودا روسا يحاولون الاستيلاء على إحدى محطات توليد الكهرباء في كييف وأوضحت وسائل إعلام أوكرانية أن المحطة تقع في الأحياء الشمالية للعاصمة. وقالت المصادر في كييف إن القوات الروسية تهاجم الجهة الجنوبية الغربية من العاصمة الأوكرانية وقد سمع دوي انفجار في غرب المدينة. وكانت قيادة سلاح الجو الأوكراني قالت إن الجيش الروسي يحاول إنزال قوات مظللين في بلدة فاسيلكيف بالضواحي الجنوبية للعاصمة كييف وإن الجيش الأوكراني أسقط طائرة نقل عسكري روسية من طراز إليوشن آي إل 76 (Ilyushin il-76) وقد تحطمت في فاسيلكيف . كما ذكرت السلطات الأوكرانية أن القتال مع القوات الروسية متواصل في ضواحي كييف من ناحية الشرق وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات في مناطق متعددة من العاصمة كما وردت تقارير عن معارك تدور في حي أبولون شمالي كييف. وكان مصدر أمني أوكراني صرّح أن قتالا عنيفا وقع في أبولون وأن سكان الحي شاركوا في التصدي لتقدم المدرعات الروسية. وكان الجيش الأوكراني قد نشر دباباته في المنطقة قبل وصول القوات الروسية إليها. *أعمال تخريبية وقد ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن فرقة خاصة من القوات الروسية تنفذ عملية تخريبية في العاصمة وطلبت الوزارة من المدنيين في حي أبولون حمل السلاح والإبلاغ عن تحركات العدو وصنع زجاجات حارقة وتحييد المحتل . ونصحت سلطات العاصمة سكان أبولون بالابتعاد عن الشوارع نظرا لاقتراب الأعمال العدائية النشطة من المنطقة. وقال مجلس المدينة في تحذير: مع اقتراب الأعمال العدائية نطالب سكان منطقة أبولون بتجنب الخروج من بيوتهم. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد توقع ليلة الجمعة الى السبت أن يقتحم الجيش الروسي كييف خلال الليل داعيا الأوكرانيين إلى حماية العاصمة. وأضاف الرئيس زيلينسكي في كلمة الليلة أن العدو يعمل بكل قوته لكسرنا وهذه الليلة سيهاجم بقوة ومصير أوكرانيا سيتحدد هذه الليلة مشيرا إلى أن العديد من مدن بلاده تتعرض للقصف الروسي ولا سيما كييف. وفي السياق نفسه قال مندوب أوكرانيا لدى الأممالمتحدة سيرغي كيسليتسا إن مصير بلاده يتقرر الآن مضيفا في جلسة لمجلس الأمن أن بلاده لن تستسلم حتى لو نجحت روسيا في احتلال أجزاء إضافية من أراضينا مؤقتا . بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي عزل كييف من ناحية الغرب مشيرة إلى أنها لن تقصف المناطق السكنية في العاصمة. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تتقدم نحو كييف من عدة محاور في محاولة لتطويق العاصمة التي تعرضت في اليومين الماضيين لضربات بصواريخ باليستية. وكانت شبكة سي إن إن (CNN) الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن التقدم الروسي باتجاه العاصمة تعزز بقوات روسية قدمت من روسياوبيلاروسيا من محورين لتطويق كييف. *مطار إستراتيجي في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مطار غوستوميل الإستراتيجي الواقع على مشارف العاصمة الأوكرانية من الجهة الشمالية الغربية وأضافت أنها أنزلت مظليين في المنطقة وتمكنت من عزل كييف من الجهة الغربية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت أكثر من 200 عنصر من الوحدات الخاصة الأوكرانية خلال معاركها للاستيلاء على مطار غوستوميل. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية دخلت مدينة مليتوبول (جنوب) دون مقاومة بعد عملية إنزال برمائي وتقع المدينة على مقربة من شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها عام 2014. وبينما تتقدم القوات الروسية نحو كييف دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني للاستيلاء على السلطة. وقال بوتين في اجتماع متلفز لمجلس الأمن الروسي أناشد مرة أخرى العسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية.. لا تسمحوا للنازيين الجدد والقوميين باستخدام أطفالكم وزوجاتكم وشيوخكم دروعا بشرية . وتابع قائلا أمسكوا بزمام الأمور وسيكون من الأسهل لنا التوصل إلى اتفاق . *إسقاط طائرات وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها أسقطت طائرة روسية في منطقة فاسيلكيف بالضواحي الجنوبية لكييف وذكر عمدة مدينة فينيتسا غربي البلاد أنه جرى إسقاط طائرة روسية أخرى قرب منطقة كالينوفكا شمال غربي أوكرانيا. وأوردت المصادر أن سلاح الجو الأوكراني أصاب فجر السبت مروحية ومقاتلة من طراز سوخوي-25 (Su-25) تابعتين لروسيا في منطقة دونباس شرقي البلاد. وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن خسائر القوات الروسية منذ بدء غزوها لأوكرانيا فجر الخميس الماضي بلغت ألف قتيل وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية خسرت نحو 2800 عسكري و80 دبابة منذ بدء هجومها على أوكرانيا. وقالت شركة ماكسار الأمريكية المتخصصة بصور الأقمار الصناعية إن صورا التقطت تظهر عددا من عمليات الانتشار الكبيرة للقوات البرية ونحو 150 طائرة مروحية للنقل في جنوبيبيلاروسيا على بعد حوالي أكثر من 30 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا. *ذخائر أمريكية من ناحية أخرى قال فيليب ريكر مساعد الرئيس الأمريكي للشؤون الأوروبية إن الذخيرة لا تزال مستمرة في التدفق على الجيش الأوكراني كما صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن واشنطن ستقدم مساعدات دفاعية إضافية لأوكرانيا وتبحث كيفية القيام بذلك. وأضافت الوزارة أن الروس لم يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم العسكرية في أوكرانيا خلال ال24 ساعة الماضية مضيفا أن واشنطن تعتقد أن الرئيس الروسي لم يدخل إلى أوكرانيا أغلبية القوة القتالية التي حشدها في محيطها. قناة إن بي سي الأمريكية قالت إن مجلس الأمن القومي الأمريكي يبحث ما إذا كانت واشنطن ستصبح طرفا في الصراع بين كييف وموسكو إذا قدمت مساعدات فتاكة لأوكرانيا. وأوردت قناة إن بي سي (NBC) الأمريكية أن مجلس الأمن القومي الأمريكي يبحث ما إذا كانت واشنطن ستصبح طرفا في الصراع بين كييف وموسكو إذا قدمت مساعدات فتاكة لأوكرانيا. وصرّح مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن القوات الروسية تقوم بإنزال بحري في ماريوبول المطلة على بحر آزوف جنوبيأوكرانيا وتنشر آلاف الجنود هناك. وذكر المسؤول أن القوات الروسية المتقدمة من ناحية شبه جزيرة القرم انقسمت إلى محورين باتجاه مدينتي خيرسون وماريوبول. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن المقاومة التي يواجهها الروس في أوكرانيا أقوى مما كانوا يتوقعونه وأن هناك مؤشرات على أنهم فقدوا جزءا من زخم تقدمهم مؤكدا أن القوات الروسية لم تسيطر حتى الآن على أي مراكز سكانية أوكرانية. وفي سياق متصل قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومساعدون في الكونغرس إن البيت الأبيض طلب من الكونغرس الموافقة على تمويل بقيمة 6.4 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية والأمنية في أوكرانيا عقب الغزو الروسي. ويتضمن الطلب الذي قدم : 2.9 مليار دولار مساعدات أمنية وإنسانية و3.5 مليارات دولار لوزارة الدفاع الأوكرانية كما ستغطي الأموال المطلوبة أيضا تنفيذ العقوبات التي أقرها بايدن على روسيا ردا على مهاجمتها أوكرانيا.