ضحايا البحر.. فجيعة شعب تربص به القدر اللئيم في دهاليز الذاكرة... لا بدّ أن أتعمق في هذه الفكرة، كأنّني أستدرج القدر أو أتحداه، لأضع حدّا لحفنة من الحمم المتناثرة. بالرغم من مرور السنين، خُطانا ضائعة على الأرصفة التّي تختزنها الأجسام المحمومة، المشحونة بفكرة الهجرة «اللاّ قانونية». أكانت تلك الزرقة أكثر ألما؟ أم أنّ الذاكرة تطلب إعفاء لها؟ نشهد وابلا من الجثث اليوم، التّي سرعان ما تخلف وراءها كثيرا من الكلمات.. وجملا متقاطعة، لم تتمكن المشاعر الحافية توضيحها. غصّة يأس..عبء ثقيل على النفس. فيض من تناقضات الحياة، لتبتكر من حاء الرغبة وشعلة الجنون كلمة «الحرقة». آه يا جزائر أيّ وطن أنتِ؟ تنتشلين جثث أبنائك من وسط الحرائق والبحار، ثم تغلفينهم بالأبيض حدادا على أحلامهم البسيطة. عمل وبيت هل التوسل والدعاء الآن كفيل باسترجاع أحلامهم؟! لا أظن هذا، أفئدتهم، دموعهم، ابتسامتهم أضحت اليوم من الماضي..