أحيت الوكالة الوطنية للنشر والإشهار أول أمس، في إطار الاحتفال بالذكري الرابعة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية، ندوة تاريخية بالجناح المخصص لهذه الأخيرة بالصالون الدولي للكتاب، كرمت خلالها الشهيد مصطفى بكوش تقديرا وعرفانا بتضحيته من أجل تحرير الجزائر. قدم أصدقاء وأقارب الشهيد مصطفى بكوش خلال الندوة شهادات حية عن الفقيد حيث تحدث السيد طبيشي صديق المرحوم عن الأعمال التي كان يقوم بها الشهيد أثناء الثورة، موضحا أنه عندما كان عمره لا يتجاوز 17 سنة انخرط في الكشافة ليصبح بعدها واحد من مسيريها، ثم التحق بالحزب الشعبي الجزائري وأصبح مناضلا في الحزب أين قام بتسيير دائرة بسكرة، لينتقل بعدها إلى دائرة عنابة، وألقي عليه القبض في أول نوفمبر1954 مع أصدقائه المناضلين، وبعد أسبوع أطلق سراحه على الساعة الخامسة صباحا، ثم ألقي عليه القبض مرة أخرى يوم 22 ديسمبر 1955 أين حكم عليه بثلاث سنوات حبس. ومن جهتها تحدثت ابنة الشهيد مصطفى بكوش عن والدها الذي كان يعيش في عائلة متوسطة ومثقفة، مشيرة إلى أنه كان طالبا ثانويا ضعيف البنية وكان شغوفا بالفلسفة والأدب، حيث أنه لم يكتف بالجهاد من أجل تحرير الوطن، بل كان رجل أدب حقيقي فكانت له كتابات عديدة باللغة الفرنسية، مضيفة أن مصطفى بكوش قبل إعدامه ب15 يوما طلب رؤية عائلته وعند زيارتنا له تقول ابنة المرحوم كان مرتاحا لم يظهر عليه الخوف لأنه كان يعي بأن هذا واحد من واجباته اتجاه الوطن. للإشارة ولد مصطفى بكوش يوم 02 نوفمبر1930 في باتنة عاصمة الأوراس، كان وهو شاب عضوا في المنظمة الخاصة وأحد أوائل المعذبين بعد إيقافه غداة اندلاع الثورة المسلحة، لقد عرف زنزنات قسنطينة، بربروس والبرواقية، وبعد الإفراج عنه التحق بالجبل في عنابة، وبعد أن جرح جرحا خطيرا في اشتباك تم إيقافه واعتقاله في معسكر الميلية، ثم حكم عليه بالإعدام ونفذ فيه الحكم يوم 2 نوفمبر 1960 أي يوم عيد ميلاده. كان مصطفى بكوش طالبا مجتهدا فكان يجلب إعجاب أساتذته، كان يقرأ سبينوزا ونيتش وبول إلوار،وكانت مذكراته تعلن عن اللون، قامت إدارة السجن بحجز مكتوباته خوفا من رجاحة أفكاره، كان أحد أذكى الناس في جيله ولقد ترك للجزائر شهادة مليئة بالحيوية والإنسانية والذكاء، كتب سنة 1955 ''مذكرات منسي'' في سجن كديت بقسنطينة التي استطاعت أن تفلت من الرقابة بأعجوبة فقد كان يكتب ''اليوم، اذهبي كراستي إلى المغامرة،لابد أن تخرجي سأكتب أخرى .'' ------------------------------------------------------------------------