ندرة فادحة في مادة السميد بنوعيه «الرطب والخشن» سبق بفترة قصيرة شهر رمضان الفضيل ومع حلول شهر الرحمة، اختفت أكياس هذه التي كان أصحاب محلات المواد الغذائية يركنونها فوق الرّصيف أو مباشرة عند مدخل محلاتهم لجذب الزبائن، وخلّفت هذه الندرة تهافتا كبيرا مع رحلة بحث مضنية للمستهلك، الذي فقد الأمل في الوصول إلى كيس سميد بسعر معقول ونوعية مقبولة، على خلفية أن العائلات الجزائرية تحرص على اقتناء المادة لتحضير الخبز التقليدي والعديد من المعجنات من بينها «الديول» و»المحاجب» وما إلى ذلك. بالمقابل بعض الفضاءات التجارية وحتى الدكاكين تعرض مادة السميد، لكن بسعر يبعث الاستياء في نفوس المستهلكين، الكثير منهم يفضّلون مقاطعتها واستبدالها بمادة الفرينة، لأنّ 1 كلغ سميد صار يسوق بسعر يتراوح بين 100 و140 دج، في وقت غير بعيد أي منذ أسابيع فقط، كان السعر بين 60 و80 دج فقط، والأمّر من ذلك عندما سؤال التاجر عن الزيت أو السميد يكون ردّه بسرعة «لا يوجد..ولا ندري متى يتم تمويننا؟». هل لهذه الدرجة توجد ندرة كبيرة في السميد أم وراء نفاد الكميات أيادي محتكرين تفرض قبضتها في السوق، وتوجّهه وفقا لمصلحتها على حساب المواطن. ينبغي إيجاد حلول نهائية لظاهرة اختفاء السلع والمواد الغذائية من الأسواق فجأة ومن دون سبب، لأنّ استمرار الظاهرة يقوّي من شوكة المضاربين والمحتكرين، وتطال موادا أساسية أخرى، على خلفية أنّ الندرة توحي بوجود أزمة، لكن الواقع أن الوفرة متواصلة وتموين الأسواق لم ينقطع، فقط الجشع من حرم المستهلك من العرض وأجبره على دفع نفقات إضافية للحصول على احتياجاته عبر حيلة التخزين.