نشط، أول أمس، كوكبة من الأساتذة ملتقى تاريخي علمي بقاعة العروض 08 ماي 1945 بخراطة ولاية بجاية، تحت عنوان «انتفاضة الثامن ماي 1945 بمنطقة خراطة وضواحيها بين الألم والامل»، حيث يعد الأول من نوعه على مستوى مدينة خراطة بطابع علمي أكاديمي محض، والمنظم من طرف بلدية خراطة والفوج الكشفي 8 ماي1945 بخراطة وجمعية 8 ماي 1945 مكتب ولاية بجاية فرع خراطة، وبمساهمة من مخبر بحث علمي من جامعة البويرة ومديريات الشباب والرياضة والمجاهدين والثقافة لولاية بجاية ومركز الدراسات التاريخية في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954. سلط الملتقى الذي يدخل في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية والذكرى الثانية لليوم الوطني للذاكرة، و77 لمجازر 08 ماي 1945 الضوء على محطة هامة من محطات تطور نضال الشعب الجزائري وتضحياته من أجل استرجاع سيادته، وعلى وحشية الاستعمار الفرنسي وجرائمه تجاه الشعب الجزائري المطالب باستقلاله، إضافة إلى التنويه بأهمية انتفاضة 8 ماي 1945 بالجزائر عموما، وبمنطقة خراطة خصوصا، كونها البادرة الهامة لاتجاه النضال الوطني نحو العمل الثوري الذي انطلق في الفاتح من نوفمبر، إلى جانب التركيز على أهمية التوثيق لهذه الانتفاضة ونتائجها، وردة الفعل الاستعمارية الوحشية عليها من خلال استغلال الوثائق الأرشيفية والمذكرات التاريخية، والروايات الشفوية، والدراسات التاريخية، مما يساهم في دعم المدرسة التاريخية الجزائرية بمادة علمية هامة من رصيد التاريخ المحلي لمنطقة خراطة وضواحيها. بادرة بداية نهاية النظام الاستعماري في ذات الصدد، صرّح رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ بن حراث علي الذي قدم مداخلة بعنوان: «كرونولوجيا ومسار أحداث 08 ماي1945 في خراطة»، بأن الهدف من الملتقى هو إبراز أهمية الحدث التاريخي والوقوف عند كل حيثيات مخاض بشائر شرارة الثورة التي فضحت خبث وشناعة يد الإجرام للمستدمر المغتصب، حيث قال في هذا السياق: «تمثل مدينة خراطة إلى جانب قالمةوسطيف أحد المراكز الرئيسية لأحداث 8 ماي 1945، تلك الأحداث المأساوية التي خلفت حوالي 45 ألف شهيد وتركت الآلاف من الجزائريين بين أيتام وأرامل، كما كانت بادرة لبداية نهاية النظام الاستعماري، بحيث يعتبرها الكثير من المؤرخين إرهاصا حقيقيا للثورة التحريرية وإنذار بقيامها». كما أضاف ذات المتحدث، بأن سبب اختيار مدينة خراطة لاحتضان هذا الملتقى الأول من نوعه يعود لانعدام دراسات وافية لمحطات الدم والنار التي وقعت فيها، والتي من شأنها أن توثق وأن تضاف إلى رصيد المشهد التاريخي الحامي للذاكرة الوطنية التي ستظل تعيش فينا وفي أجيالنا المقبلة، كما جاء على حد قوله في هذا السياق «بينما يلاحظ غياب دراسات وأعمال أكاديمية حول خراطة وضواحيها باستثناء مقال لبن نعماني سيد أحمد حول بلدية «تاقيطونت» اسم منطقة خراطة خلال فترة الاحتلال الفرنسي، أين درس فيه الأحداث في مدينة خراطة وضواحيها، لذلك جاءت يقول مبادرة تنظيم هذا الملتقى العلمي لتسليط الضوء على الأحداث في هذه المدينة. وصلت أصداء أحداث مظاهرات وانتفاضة 8 ماي 1945 في سطيف إلى خراطة خلال نفس يوم وقوعها، الذي تزامن مع السوق الأسبوعية في المدينة، لذلك في الصباح الباكر لليوم الموالي ل9 ماي بدأت الانتفاضة في مدينة خراطة، تم خلالها تخريب وحرق العديد من البيوت والمنشآت الاستعمارية، من بينها مركز البريد ومحكمة الصلح. جلسات ونقاشات عن جرائم المستعمر عرف الملتقى 12مداخلة وفق ثلاثة محاور رئيسة: «ظروف ومجريات انتفاضة 8 ماي 1945 بخراطة وضواحيها»، «التعليق على نتائج الانتفاضة الشعبية»، أما المحور الثالث جاء تحت عنوان: «شخصيات تاريخية وشهادات حية عن الانتفاضة»، في حين تطرق المحور الرابع ل»مجازر 8 ماي 1945: من منظور القانون الدولي الإنساني». وللإشارة، شارك في الملتقى الذي يدخل في إطار برنامج تظاهرة الاحتفال بذكرى انتفاضة 8 ماي 1945 بخراطة ولاية بجاية، كوكبة من الأساتذة الجامعيين الجزائريين من أربعة عشرة مؤسسة جامعية، فضلا عن مشاركة شخصيات وطنية منها الدكتور بوجمعة هيشور عضو مجلس الأمة ووزير التجارة سابقا، ومحمد غقير المدعو موح كليشي، كما تم عرض شريط وثائقي حول مجازر الثامن ماي 1945 في منطقة خراطة وضواحيها من طرف الاعلامي عمار شواف.