عرفت فترة حكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد تحقيق أكبر الانجازات بالنسبة للرياضة الجزائرية التي وصلت إلى العالمية بفضل النظرة المميزة للتمثيل الرياضي على المستوى العالمي والتشجيعات الكبيرة التي كان يستفيد منها الرياضيون الذين كانوا يمثلون الراية الوطنية في المحافل الدولية. فالحضور المستمر للرئيس الأسبق مع ممثلينا ومتابعته لكل المراحل التي تسبق المنافسات الدولية وتكريمه للمتألقين كان حافزا مهما ونقطة هامة في تألق الجزائر في تلك الفترة في الرياضات المختلفة.. وخير دليل أن الكرة الجزائرية شاركت في موعدين متتاليين في كأس العالم عامي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك.. أين كانت الجزائر فعلا تسيطر على الساحة القارية بفضل جيل من الرياضيين الموهوبين من بينهم بلومي وماجر ومرزقان وكويسي وبن شيخ وزيدان. وفي هذا الإطار، فقد أكد وزير الشباب والرياضة السابق، السيد كمال بوشامة، أن الرئيس الشاذلي بن جديد كان دائما يركز على ضرورة السيطرة في المجال الرياضي على الساحة القارية، وكان حريصا على توفير كل الوسائل لراحة الرياضيين من خلال طلب نقلهم في المنافسات الدولية في طائرات عسكرية تجنبا للتعب في المطارات المختلفة عند التنقل إلى بلدان بعيدة. كان قريبا من الرياضيينومازال الرأي العام الوطني يحتفظ بتلك الصور التي كانت له مع الرياضيين المتألقين في مختلف الرياضات انذاك في كرة القدم وكرة اليد.. هذه الرياضة الاخيرة التي سارت بالتوازي مع انجازات كرة القدم من خلال مشاركاتها في بطولة العالم في العديد من المرات بعد أن كانت الألقاب الإفريقية تزين خزانة الاتحادية الجزائرية في كل دورة في الثمانينات اين كان المدرب الوطني عزيز درواز يجسد القوة الكبرى للكرة الصغيرة الجزائرية. كما أن المواعيد القارية كانت مناسبة للرئيس الراحل لجمع الرياضيين قبل سفرهم لتشجيعهم، خاصة وأنه من الناحية المعنوية يكون لها وقع كبير على الاداء بما أن الرياضي يعرف ان رئيس الدولة يتابع باهتمام الخطوات التي يسير عليها ممثلونا في المواعيد الدولية. وخير دليل على الاهتمامات المتواصلة، هو أن الشاذلي بن جديد تفهم وضعية أحسن اللاعبين الجزائريين في الثمانينات على غرار عصاد وماجر وأعطاهما تسريحا لدخول عالم الاحتراف، رغم ان القانون يمنع أي لاعب يلتحق بنادي أوروبي قبل سن ال28. وهو ما أعطى فعلا دفعا للكرة الجزائرية، أين أصبح ماجر »ماركة عالمية« وأفاد الفريق الوطني. كما أن الجزائر سجلت اسمها لاول مرة في لائحة الميداليات الاولمبية في عهده عندما احتكر الملاكمان زاوي وموسى الواجهة في لوس انجلس عام 1984.. وفتحا الباب على مصراعيه للابطال الآخرين الذي نالوا ألقابا أخرى بعد سنوات من هذا الانجاز التاريخي. وكم كانت الحسرة في كل مرة بالنسبة لكرة القدم الجزائرية التي شاركت في مونديالين متتاليين وانديتها متألقة قاريا، وتملك لاعبين من الطراز الرفيع، لكنها بقيت بدون تاج قاري على مستوى المنتخب.. لكن تم القيام بعمل تنظيمي كبير أين احتضنت الجزائر لاول مرة دورة كأس افريقيا عام 1990، وابدعت تشكيلة المدرب كرمالي وأهدت الجزائر لقبها القاري الأول والوحيد لحد الان، أين قدم الشاذلي بن جديد الكأس لقائد الخضر آنذاك رابح ماجر، بعد أن حضر المباراة وتابع الهدف الوحيد الذي سجله أوجاني في مرمى نيجيريا.. ومازلنا نتذكر تلك الصور التاريخية عن الفرحة العارمة بملعب 5 جويلية.. وبعدها مباشرة قام الشاذلي بن جديد باستقبال أعضاء الفريق الوطني في حفل مميز هنأهم على تشريف الجزائر، وقدمت لهم هدايا، ومازالوا يتذكرون تلك اللحظات.