سيطرت الجزائر على كرة اليد الإفريقية طيلة الثمنينيات من القرن الماضي ونال الفريق الوطني 5 ألقاب متتالية بفضل جيل من اللاعبين استفادوا من تأطير مميز، وسجلت هذه الألقاب الاستثنائية في مرحلة حكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، الذي بالإضافة الى ممارسته للرياضة بانتظام في اختصاصي الغطس والتنس، فإنه كان شغوفا بمتابعة الرياضتين المتألقتين في ذلك الوقت، كرة القدم وكرة اليد، وخاصة هذه الأخيرة التي قدمت أبهى صور التفوق للرياضة الجزائرية قاريا وشاركت بانتظام في بطولة العالم.ومن أجل التطرق لهذه الفترة، اتصلنا بالقائد السابق للمنتخب الوطني والرئيس الحالي للجمعية الرياضية للمجمع البترولي السيد جعفر بلحسين الذي تذكر تلك الفترة والاهتمام الكبير الذي تابع به الرئيس الأسبق انجازات الفريق الوطني، قائلا: »أتذكر جيدا أن الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد كان يستقبلنا مباشرة بعد تتويجنا بالالقاب القارية، وبالنسبة لي حضرت للاستقبالات منذ 1983 خلال اللقب الثاني الذي فازت به الجزائر .. وتواصلت الاستقبالات والتكريمات أعوام 1985 و1987 و1989 .. خاصة هذا اللقب الأخير في تلك العشرية الذي توجنا به في الجزائر وخصنا بتكريم كبير بقصر الأمم بنادي الصنوبر، أين مازالت الصور عالقة في ذهني لحد الأن«. وبالنسبة لبلحسين فإن الشاذلي بن جديد، كان قريبا من الرياضيين ويتابع كل أطوار التحضيرات والمنافسات ويعلم كل شئ عن المشوار الذي يقوم به الفريق الوطني سواء في كرة اليد أو الرياضات الأخرى، مما ساهم في المستوى الذي بلغته الرياضة الجزائرية آنذاك. كما حدثنا المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد، عن اهتمامه بالحالة الاجتماعية للاعبين أين قام بحل العديد من المشاكل الاجتماعية للاعبين الدوليين ويتابع المسألة بصفة شخصية. هذه الأمور أنشأت جوا من التشجيع المتواصل لدى الفريق الوطني الذي كان في كل مرة يعود الى أرض الوطن محملا بالألقاب، أين وصلت كرة اليد الجزائرية الى العالمية في تلك الفترة. ومن جهة أخرى، ذكر بلحسين أن كل المسؤولين كانوا يقومون بعملهم على أحسن مايرام ويقفون أمامنا مما شكل محيطا مشجعا للتألق والفوز بالالقاب، أين سيطرت الجزائر في العديد من الرياضات. وللاشارة، فإن الفريق الوطني لكرة اليد في الثمنينات، كان يضم لاعبين ممتازين على غرار بن سمرة وحميش وبلحسين ومخناش وعقاب وبودرالي ومحمد صغير وبن جميل وتسابت وأوشية وبوشكريو .... تحت قيادة المدرب عزيز درواز، هذا الأخير الذي أدخل تكتيكا جديدا في قاموس الكرة الصغيرة العالمية بالدفاع المتقدم بفضل التركيز الكبير والدعم المتواصل الذي وجده الفريق الوطني واللاعبون المميزون الذين طبقوا هذه الاستراتيجية في إحدى بطولات العالم أمام ذهول المتتبعين.