بادرت شركة النشاط الزراعي الغذائي «3أ» التابعة لمجمع ''سوناطراك'' إلى إعادة بعث مستثمرة فلاحية بالمحيط الفلاحي قاسي الطويل (جنوب حاسي مسعود بولاية ورقلة)، بعد أزيد من خمسة عشر سنة من الركود، فضلا عن سعيها إلى استحداث قطب فلاحي متخصّص في إنتاج بذور القمح بالمنطقة، حسبما أفاد به، أمس، القائمون على هذا المشروع الزراعي. أوضح مدير الإنتاج بشركة « 3 أ» المكلفة بتسيير المستثمرة الفلاحية، حسان بن يحي، «بادرنا في إطار الموسم الفلاحي الجاري (2022/2021) بإعادة بعث نشاط المزرعة التي شهدت فترة ركود دامت لأكثر من خمسة عشر سنة». ويتعلق الأمر بالشروع في زراعة القمح الصلب الموجه لإنتاج البذور على مساحة 160 هكتار، بالإضافة إلى الذرة العلفية (120 هكتار) ومختلف أنواع الخضروات (10 هكتار)، وذلك ضمن مرحلة أولية تندرج ضمن مخطط عمل يرتكز أساسا على إنشاء قطب فلاحي بامتياز لإنتاج بذور القمح ومتابعة تطور الأصناف الجديدة، مع الحرص على تقاسم الخبرات والمعرفة في هذا الميدان مع الفلاحين المحليين»، مثلما شرح بن يحي. وأضاف ذات المسؤول «نتطلع في الفترة الممتدة ما بين 2022 و2024، إلى الانتقال من 160 هكتار مسقية بالرش المحوري إلى 350 هكتار فيما يتعلق بإنتاج بذور القمح الصلب، ومن 10 هكتار إلى 150 هكتار بالنسبة إلى زراعة الخضروات، بينما المساحة المخصّصة لزراعة الذرة العلفية يتوقع أن تصل إلى 450 هكتار». ويتم العمل أيضا على توسيع المساحات المخصّصة لزراعة النخيل المنتج والأشجار المثمرة سيّما أشجار التين والرمان وكذا زراعة مختلف أنواع الخضروات وزراعة الخروب التي تكتسي هي الأخرى أهمية بالغة ضمن مخطط نشاط الشركة، كما أشار إليه ذات المتحدث. وتتطلع الشركة كذلك إلى المساهمة في تحقيق الإكتفاء الذاتي من بذور القمح، وتموين السوق المحلية بالمنتجات الفلاحية الطبيعية (بيو) بالإضافة إلى تطوير زراعة الأعلاف بما يسمح بمرافقة نشاط تربية المواشي من أغنام وأبقار، مثلما ذكر بن يحي. ويتم التوجّه نحو التحول الزراعي الإيكولوجي سيّما من خلال توسيع الأراضي المخصّصة لإنتاج المحاصيل الإستراتيجية، وفي مقدمتها شعبة الحبوب وزراعة النخيل والأشجار المثمرة وغيرها، كما جرى شرحه. برنامج «طموح» تحمل شركة النشاط الزراعي الغذائي برنامجا «طموحا» يهدف إلى تطوير الزراعات الكبرى الإستراتيجية في المناطق الصحراوية، خاصة بذور القمح المعتمدة من طرف الديوان الجزائري المهني للحبوب، بغية تلبية احتياجات الفلاحين الناشطين في هذه الشعبة، كما صرح من جهته رئيس المشروع، مصطفى بوحاويشين. وأوضح بوحاويشين بأنّ الشركة تتطلع في نهاية حملة الحصاد والدرس برسم الموسم الفلاحي الجاري (2022/2021)، إلى إنتاج ما لا يقل عن 6.500 قنطار من بذور القمح الصلب من نوع «فيترو»، إلى جانب 18.500 لفافة من الذرة العلفية، أيّ بما يعادل أل2.600 هكتار من المساحة المزروعة. كما تتوقع احتمال أن يتجاوز هذه السنة المردود المتوسط لإنتاج البذور50 قنطارا في الهكتار، يضيف ذات المتحدث، مشيرا في ذات السياق، إلى تسجيل مؤشرات «مشجعة» بخصوص نوعية البذور المرتقب إنتاجها هذه السنة. وبخصوص الإنعاكاسات الإجتماعية لهذا الإستثمار العمومي، فإنّه يراهن عليه في توفير مناصب عمل جديدة لفائدة اليد العاملة المحلية المؤهلة، مع ضمان تكفل أمثل بها من حيث التكوين المستمر والتأطير التقني في الميدان، كما أشير إليه. وخلال زيارة ميدانية للمشروع، حث والي ورقلة، مصطفى أغامير، مسؤولي القطاعات المعنية على الإلتزام بالرد على جميع الإنشغالات التي أثارها القائمون على هذه المستثمرة سيّما تلك المتعلقة بنقل الإمتياز باسم النشاط الزراعي الغذائي، علاوة على منحهم رخصة حفر آبار جديدة بهدف مرافقة مشروع توسعة المستثمرة الفلاحية إلى 2.000 هكتار، مبديا في الوقت ذاته استعداد مصالحه لإيجاد حلول لكافة الصعوبات المحتملة، والتي يمكن أن تعرقل المشروع. وأنشئ المحيط الفلاحي قاسي طويل (نحو 150 كلم جنوب-شرق حاسي مسعود)، الذي يتربع على مساحة إجمالية قوامها 28.000 هكتار، بموجب المنشور الوزاري المشترك للإمتياز الفلاحي، رقم 1.839، المؤرخ في 14 ديسمبر 2017، والذي يحدّد شروط الحصول على الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الخاصة للدولة، والمخصّصة للإستثمار بصيغة الإمتياز، حسب معطيات مديرية المصالح الفلاحية بولاية ورقلة. وفي هذا الإطار، جرى توزيع مساحة قوامها 28 ألف هكتار على حاملي المشاريع، بينما أسفرت عملية تطهير العقار عن إلغاء 32 عقد امتياز و14 شهادة انتقاء، مما سمح باسترجاع 16.054 هكتار، حسب المصدر ذاته. وبخصوص إنجاز الأشغال القاعدية، فقد أدرج مشروع يتضمن إنجاز شبكة كهربائية على مسافة 170 كلم، ضمن ميزانية بلدية حاسي مسعود، بالإضافة إلى برنامج قطاعي للكهرباء الفلاحية لفائدة 22 فلاحا ينشطون في المحيط الفلاحي ذاته، مثلما جرى شرحه. كما يشتمل هذا المشروع على عمليات أخرى يعتمد إنجازها على الإمكانيات الخاصة للمستثمرين. ويتعلق الأمر ب20 كلم من المسالك الفلاحية و61 منقبا مائيا عميقا وتركيب 63 مرشحا محوريا للسقي، حسبما أشير إليه.