بعد خمس ساعات ماراطونية من التشاور والمناقشة بين المسؤول الأول للاتحادية الجزائرية لكرة اليد ورؤساء الأندية المؤدية والمعارضة لصيغة المنافسة الجديد لموسم 2011 / ,2012 لم يخرج الاجتماع الذي نظمته الوصاية أول أمس بمقرها، بأي قرار جديد يذكر على مستوى قضية المقاطعة، حيث بقيت الأمور عالقة بين الفأس والمطرقة وذلك بسبب تمسك كل جهة برأيها. وعندما عجزت الأطراف التي أوكلت لها مهمة الفصل في هاته القضية من خلال اقتراح حل مناسب يرضي عائلة كرة اليد بأكملها، أصبحت مسألة المقاطعة وتعليق البطولة الوطنية إلى موعد آخر على مكتب الوزير قصد إنهاء مسلسل تكون حلقته الأخيرة حتما بداية لأزمة حقيقية للكرة الصغيرة الجزائرية التي بدأت تسترجع خلال السنوات القليلة الماضية بريق أمجادها من خلال تحقيقها لنتائج مشجعة على رأسها المركز الثالث في البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت بمصر العام الفارط والمرتبة 15 في مونديال السويد. سعيد بوعمرة: ''نظام المنافسة مرتكز على انشغالات الوصاية" وفي هذا الشأن، قال مدير رياضة النخبة بوزارة الشباب والرياضة، سعيد بوعمرة، في تصريح ل ''المساء'': ''الاجتماع كان فرصة لتقريب وجهات النظر، حيث شرحت كل الأطراف وجهة نظرها بكل صراحة حتى تسهل لنا إيجاد حل مرضي للمشكل المطروح من طرف بعض الأندية التي لا تعارض النظام الجديد للمنافسة بل الطريقة التي تم اعتمادها''، مشيرا إلى أن الأندية الثلاثة نادي الأبيار والمجمع البترولي ومولودية سعيدة قد رفضت المشاركة في هذه البطولة الوطنية بصيغتها الجديدة التي تضم 20 ناديا بعد أن كانت مقررة ب 14 ناديا حيث تم تقسيم الأندية إلى أربع مجموعات تضم كل واحدة خمسة أندية وهذا أياما قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد 2011 / .2012 وفيما يخص الصيغة التي أقرتها الهيئة الفيدرالية لكرة اليد للموسم الجديد، أكد اللاعب الدولي السابق، قائلا: ''الأسلوب التنافسي الجديد للبطولة الوطنية يمليه انشغال الوصاية بتشبيب تعداد الأندية... والفرق التي تعهدت بالمشاركة في البطولة لا يمكن سحبها خاصة وأنها أجرت تحضيرات لتكون على أتم الاستعداد للمنافسة". وأضاف: ''أن صيغة المنافسة لا تؤثر إطلاقا على مستوى المنتخب الوطني...لأن البطولة الوطنية لا تقدم أي فائدة للسباعي الجزائري، فهناك تشكيلة جاهزة وبرنامج تحضيري تم إعداده من طرف الناخب الوطني صالح بوشكريو تحسبا للمنافسة الإفريقية المقبلة التي تعد المحطة التأهلية لأولمبياد لندن .''2012 بوبكر الهادي: ''يجب على الأندية المحتجة التحلي بالعقلانية والرزانة'' ومن جانبه، دعا رئيس شباب براقي، بوبكر الهادي، الأندية المعارضة للتحلي بالرزانة والعقلانية لدفع عجلة كرة اليد الجزائرية نحو الأمام، فتوقيف البطولة الوطنية يعني النقص في المنافسة التي تؤثر حتما على مردود اللاعبين الذين دشنوا الموسم الجديد بشحن معنوي كبير. وعن معرفة رأيه حول نظام المنافسة للموسم 2011 / ,2012 قال محدثنا: ''الأسلوب المقرر خلال هذا الموسم المقبل... أجده شخصيا يتناسب مع الاستراتيجية التطويرية التي سطرتها وزارة القطاع الهادفة إلى توسيع رقعة الممارسة عبر التراب الوطني وارتفاع عدد المنخرطين الذي يثمر بميلاد أندية جديدة في الحقل الرياضي الوطني''. وتابع: ''أتمنى أن تفصل الوزارة في هذه الوضعية في أقرب وقت لأن كرة اليد الجزائرية لا تستحق بتاتا هذه الوضعية المزرية لأنها أعطت الكثير للرياضة الجزائرية بفضل ألقابها القارية والعربية العديدة''. بن مغسولة وبلحسين: ''نتمنّى أن يكون هناك حل مناسب لكل الأطراف'' ومن جهتهما، لم يخف رئيس نادي الأبيار، عبدالسلام بن مغسولة، والمسير العام للمجمع الرياضي النفطي، جعفر بلحسين، تفاؤلهما لإيجاد حل مناسب للمطالب التي قدمتها الأندية المقاطعة، حيث قالا: ''كل طرف قدم وجهة نظره... حاليا لم يتم اتخاذ أي قرار ونتمنى أن يكون هناك حل يرضي كل الأطراف''.