الاستقلال هو اليوم الذي سطّره الأجداد والآباء ليعلنوا ميلاد فجرٍ جديدٍ مفعم بالأمل والمستقبل المشرق، ويشتمل هذا اليوم على غرس روح المواطنة وحبّ الوطن في قلوب الأجيال النّاشئة. الاستقلال كلمة تفاخر بها الأمم، فهنيئًا للجزائر بوطنٍ مستقل، وهنيئًا لها بأبنائها أصحاب الهامات العالية التي ما انحنت إلّا لبارئها، وكلّ عام وتوأمنا الشقيق بألف خير. في عيد استقلالك نعلي الهامات علوّ السّماء، ونبعث في النّفوس أجمل مشاعر الولاء، ونسطّر على أرضك أجمل عبارات الفداء، أدام الله نعمة الأمن والأمان، ودوام التّقدم والازدهار. لا كلمات ولا شعر ولا خطابة توفي فرحتنا بحريّة بلدٍ عربيّ، ها هي الأيام تقترب، ويقترب معها اليوم الذي يحمل في طيّاته أجمل ذكريات الماضي، التي تهبّ بنسماتها العطرة على سماء الوطن، لنقول له كل عام وأنت يا وطني الشّقيق الجزائر بألف خير في عيدِ استقلالك الميمون. الوطن ليس أرضًا نعيش عليها، بل هو كيان يعيش فينا، ويوم الاستقلال ليس كباقي الأيّام، وتاريخه ليس كأيّ تاريخ، إنّما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة «اللهم احفظ هذا البلد وشعبه من كلّ شرّ ومن كلّ سوء». في الجزائر تمشي وحيدّا.. تسافر بعيدًا.. ترافقك سحابة في الجزائر ترى قمرًا في كلّ وجه.. يضيء لك ابتسامة في الجزائر الشّمس نصرٌ كجوهرة تتوسّط القلادة يا عروس الإلهام النّصر يُسقى من ماء اليقين.. والبراعم تتفتّح على درب الحنين الحنين للنّصر الآتي.. النّصر الآتي في فلسطين.. يا ساحرة البلدان.. يا أمّ الشجعان لك القصيدة.. ولنا رسم المفردات لك الشّهيدة.. ولنا ميلاد الماجدات لك التّنهيدة.. ولنا عناد الكمنجات لك التّغريدة.. ولنا عزف الكلمات يا بلد الثائرين.. يا توأم فلسطين أنت القدّوة ونحن الثّورة في الجزائر جليلةٌ يملؤ الفخر عينيها.. تروي تراتيل انتصارات ليبقى الدّم حارًا بين قلبين زكيةٌ ترتدي تراث حديقتها.. فيملأ النّدى خدّ الورد خجلًا من حسنها في الجزائر أجنحة حلمٍ تحلّق من درب متعرّج لتعانق السّماء بين مدينتين آلهة تضعك في مهبّ الحبّ.. ثمّ تلسع حرف الشّوق بلغة الحرب روحٌ شاخصة تكاسر الرّيحَ لينهض الوقت بين زمنين يا ساحرة البلدان.. يا أمّ الشّجعان يا بلد الثائرين.. يا توأم فلسطين أنت القدّوة.. ونحن الثّورة