ما يزال قطاع النقل بولاية بشار متأخرا من ناحية الخدمات، ولا يساير احتياجات ومتطلبات سكان الولاية بالدرجة الأولى، مقارنة بقطاعات أخرى، عرفت تطوّرا وتحسّنا انعكس على حياتهم. ذكر مواطنون بولاية بشار عددا من المشاكل المتعلقة بالنقل، سواء على مستوى النقل البري عبر خطوط ما بين الولايات، أو فيما يتعلق بالنقل الحضري داخل المدينة، وأبرز هذه المشاكل توقف وإلغاء رحلات قطار المسافرين الذي يعمل على خط وهران - بشار. قالوا في حديثهم ل «الشعب» بأنه يتوقف في بعض الأحيان بسبب تراكم الرمال على خط السكة الحديدية، نتيجة العواصف الرملية التي تضرب منطقة الجنوب الغربي، لدرجة أن أحدهم قال بأنه أصبح يخاف التنقل عبر القطار بسبب أنه انحرف في إحدى المرات في منطقة معزولة بسبب تراكم الرمال فوق السكة الحديدية، التي منعته من مواصلة السير، ما أصبح يثير الخوف في نفوس بعض الركاب، الأمر الذي جعله يتحمل السفر عبر الحافلات لضمان الوصول إلى وجهته». ويرى مواطن آخر أن ضرورة إنهاء المشكل، في أقرب الآجال، بعد أن أصبح حسبه بمثابة شبح يؤرق المسافرين، خصوصا أن ولاية بشار سياحية بامتياز، ناهيك على أنها مقبلة على مشاريع استثمارية عديدة». محطة «سوغرال» البرية، هي الأخرى تعرف نقائص عديدة من ناحية الخدمات، حيث يشكو المسافرون من انعدام الواقيات التي تحميهم، سواء من أشعة الشمس الحارقة خلال فصل الصيف، أو من الأمطار والرياح شتاء، إلى جانب عدم توفر كراسي للجلوس، ممّا يضطرهم للجلوس على الأرض خلال فترة انتظارهم في المحطة، فضلا عن مطالبتهم بتوفير مراحيض عمومية وزيادة عدد المحلات، وكلها مشاكل قالوا بأنها حقيقية، يعيشونها يوميا حسبما ذكره المسافرون وأصحاب سيارات الأجرة، الذين أجمعوا على ضرورة تهيئة محطة «سوغرال» للنقل البري. لم يتوقف محدثونا عند هذا الحد، وإنما تطرقوا إلى مشكل يتعلق بطوابير من المسافرين، الذين يصطفون أمام مكتب الخطوط الجوية الجزائرية، الواقع وسط المدينة، بسبب ضيق المقر، وعدم توفر شبابيك إضافية، خصوصا خلال العطل والمناسبات، حيث قال أحدهم «إن الحصول على تذكرة سفر، أصبح يأخذ وقتا طويلا، بسبب طوابير المسافرين التي تقف أمام الوكالة، وقد كتبت هذه الشكوى في السجل الخاص بملاحظات المواطنين». وتطرق خلال حديث أيضا إلى ما يعرفه مطار بشار من نقائص في الخدمات، قائلا «حتى مطار بشار لا يتوفر لا على محلات متعددة الخدمات، ولا على مقاهي ولا مطاعم، ما عدا محل واحد يقدم القهوة والأكل وخدمات أخرى في آن واحد»، مطالبا من الجهات المسؤولة بالعمل على توسعته وتهيئته بما يليق بولاية بحجم ولاية بشار». كما يتطلع سكان مدينة بشار، إلى القضاء على مشكل الاكتظاظ في حركة السيارات التي تشهدها وسط المدينة، من خلال فتح طرقات ومسالك جديدة، مع تخصيص حافلات نقل عمومية جديدة نحو الأحياء الأخرى. وفي هذا الصدد، قال أحد المواطنين «الحافلات الخاصة المتوفرة حاليا مهترئة وقديمة، وتنعدم بها مكيفات التبريد، ونتمنى من الجهات الوصية أن توفر لنا حافلات جديدة نشعر فيها بالراحة أكثر، على اعتبار أن أسعار النقل بالنسبة لسيارات الأجرة مرتفع نوعا ما، وغير متاح ذلك للعامل البسيط في كل الأوقات، فإذا تنقلت عبر سيارة أجرة، فإنك سوف تدفع عند أقل مسافة تقطعها 70 دج، هذه تسعيرة النهار التي ترتفع بحلول الظلام، بزيادة نصف المبلغ على تسعيرة النهار، بعد الساعة التاسعة ليلا، وهو ما أدّى بالكثير من المواطنين إلى التوجه نحو الحافلات المتوفرة على قلتها، في حين اختار البعض منهم، شراء دراجات نارية حتى يخفف عن نفسه عبء مصاريف النقل التي أحرقت جيوبهم»، على حد تعبيرهم.