تظاهر عشرات الحقوقيّين بالمغرب، أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط، احتجاجاً على زيارة رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني أفيف كوخافي. الوقفة الاحتجاجية، جاءت استجابة للدعوة التي أطلقتها مجموعة «العمل الوطنية من أجل فلسطين»، المناهضة للتطبيع بالبلاد. خلال الوقفة ردد المتظاهرون شعارات منددة بالزيارة والتطبيع مع إسرائيل، مثل «صهيوني يا ملعون..فلسطين في العيون» و»صهيوني صبرك صبرك..فلسطين تحفر قبرك». كما ردّد المتظاهرون شعارات «الشعب يريد إسقاط التطبيع، الشعب يريد تجريم التطبيع»، و»لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة». وقال أحمد ويحمان، رئيس المرصد الوطني لمناهضة التطبيع، إن الوقفة تمثل «إدانة لزيارة مجرم حرب في ذمّته دماء آلاف الفلسطينيين اللبنانيين والعرب». وأضاف في تصريح للصحافة: «هذا (كوخافي) مكانه المحكمة لتقول العدالة فيه كلمتها، وينال جزاء ما اقترفت يداه الملطخة بدماء الأبرياء». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عن الزيارة في بيان، وقال إنها تضاف إلى «اللقاءات ومجالات التعاون التي تحققت في الفترة الأخيرة، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل والمغرب». ولفت الجيش الصهيوني إلى أن المتوقع أن يلتقي كوخافي «كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية المغربية، بداية بالوزير المغربي المنتدب المكلف بالدفاع عبد اللطيف لوديي، والفريق بلخير الفاروق، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وبمسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين». شراكة عسكرية مثيرة للشّكوك هذا، وقد تسارعت وتيرة التقارب بين المغرب والكيان الصهيوني منذ التطبيع الدبلوماسي، الذي تم في ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام، بين اسرائيل وعدة دول عربية، بدعم من واشنطن. وللمرة الأولى، شارك مراقبون عسكريون إسرائيليون أواخر جوان في التدريبات العسكرية التي سميت «الأسد الأفريقي 2022»، ونظمها المغرب والولايات المتحدة. في نهاية شهر مارس، قام وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب بعيدًا عن الأضواء – كانت الأولى أيضاً – أسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة. وفي نوفمبر 2021، وقع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مذكرة تفاهم في الرباط لتنظيم العلاقات الأمنية مع المغرب. وتنص الاتفاقية بشكل خاص على التعاون بين أجهزة الاستخبارات، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك. سفارة مغربية في تل أبيب هذا الصيف من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء وزير خارجية الكيان الصهيوني السابق يائير لبيد، أن المغرب سيفتتح سفارته في تل أبيب خلال الصيف. للتذكير، في 10 ديسمبر 2020، أعلن الكيان الصهيوني والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد 20 عاماً من تجميد المغرب لها عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.