تونس على موعد اليوم مع استفتاء على الدستور الجديد المقترح لشكل ووظيفة الدولة والسلطة معًا، والذي يمثّل فرصة تأسيسٍ لجمهورية بنظام رئاسي لا لبس فيه، وفق دستور جديد وضعته نخبة من أهل القانون وخبرائه بإدارة وإشراف مباشرين من قبل الرئيس قيس سعيد - أستاذ القانون الدستوري لعقود من الزمن..جمهورية منشودة ترنو إلى تحقيقها أغلبيةٌ سياسية وحزبية وشعبية ونخبوية عملت، وتعمل على ترسيخها عبر الاستفتاء. التّونسيّون مدعوون اليوم إذن للمشاركة في استفتاء على دستور جديد اقترحه الرئيس قيس سعيّد ليعوض دستور 2014. ويأتي هذا الاستفتاء بعد أشهر قليلة على استشارة شعبية دعا إليها سعيّد كذلك لمعرفة التوجهات العامة للتونسيين حول مجموعة من الملفات المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. لقد وجد الرئيس قيس سعيد، بعد معايشته واقع البلاد والمجتمع، وهو القادم إلى رأس السلطة متسلحا بأكثر من 72 % من أصوات الناخبين التونسيين، ومتحلّلا من الانتماء الحزبي الضيق، أن الأعاصير، التي تهب من هذا الجانب أو ذاك - خاصة من الداخل - تتطلب إرادة واعية تتجاوز الأغراض الدعائية لأي سلطة أو تيار أو شخصية، وتغوص في عمق المشكلات، التي تعتري أسس البناء القديمة للدولة، وتثقل كاهلها وتقلص فرص إعادة إقلاعها، لهذا كان خِيار تأسيس جمهورية تونس الجديدة على قاعدة دستورية محكمة السبيل الأكثر إلحاحا للنهوض وطيّ صفحة الماضي. استكمال الاستعدادات بينما يتوجّه التونسيون اليوم إلى مراكز التصويت، كشفت هيئة الانتخابات أن كل الأمور اللوجيستية باتت جاهزة لإجراء استفتاء الدستور، في المقابل يتواصل التصويت الخارجي في 47 دولة لليوم الثالث والأخير. وبحسب هيئة الانتخابات، فإن عملية الاستفتاء في الخارج كانت نسب الإقبال فيها ضعيفة خلال اليوم الأول لأن جلّ الرعايا التونسيين عادوا إلى بلادهم. يُذكر أنّ مشروع دستور تونس الجديد يتضمن توطئة و142 فصلا موزعة على 10 أبواب، حيث يغيّر ملامح النظام السياسي من شبه برلماني إلى رئاسي. كما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، برئاسة فاروق بوعسكر، أنه لم يتم تسجيل إشكاليات كبرى وصعوبات في صفوف الجالية عند الاقتراع خلال اليومين الماضيين، حيث وقع فقط تغيير مراكز التصويت لعدد من مواطنينا بالخارج في مركز اقتراع بباريس، وكان التغيير إراديا وتسجيل تأخير في فتح مركز الاقتراع بسيسيليا الإيطالية. وأشار بوعسكر إلى تواصل عمليات التصويت بالخارج في 46 دولة و289 مركز اقتراع و378 مكتب اقتراع. هذا، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للاستفتاء الأربعاء. خطوة في طريق طويل التونسيون على اختلاف مشاربهم يترقبون مجريات الاستفتاء، كما يترقبون ما سيفصح عنه من نتائج. معركة لن تكون نهايتها محسومةً بما ستفرزه صناديق الاستفتاء فحسب..أيّاً كانت خلاصاتها فإنها خطوة على طريق طويل يتطلب المثابرة والعزم للانتقال إلى حالة استقرار سياسي واجتماعي تسمح بتشييد بناء أكثر رسوخًا على المستويات كافة. التحدي الحقيقي الذي يواجه الرئيس قيس سعيد والشعب التونسي سيكون في مرحلة ما بعد اليوم حين تتضح معالم الغد واتجاهات مساره. استكمال الاستعدادات بينما يتوجّه التونسيون اليوم إلى مراكز التصويت، كشفت هيئة الانتخابات أن كل الأمور اللوجيستية باتت جاهزة لإجراء استفتاء الدستور، في المقابل يتواصل التصويت الخارجي في 47 دولة لليوم الثالث والأخير. كما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، برئاسة فاروق بوعسكر، وأكّد بوعسكر أنه لم يتم تسجيل إشكاليات كبرى وصعوبات في صفوف الجالية عند الاقتراع اليومين الماضيين. تأمين المظاهرات في السياق، أكّدت وزارة الداخلية في تونس، أن المؤسسة الأمنية تقوم بواجبها في تأمين المتظاهرين، والحفاظ على الأمن العام وحماية الممتلكات العامة والخاصة، تطبيقا للقانون بحيادية تامة واحتراما لحقوق الإنسان. الجامعة العربية تتطلّع للنّتائج أعربت جامعة الدول العربية، عن تطلعها بأن تعكس نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، إرادة الشعب التونسي وتحقق طموحاته في التقدم والازدهار. جاء ذلك خلال لقاء رئيس بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الاستفتاء على مشروع الدستور التونسي الجديد، حسين الهنداوي، مع رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، فاروق بوعسكر. وأفادت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان لها، بأن اللقاء تناول «استعدادات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس لإجراء الاستفتاء في موعده والمقرر اليوم الاثنين، والإجراءات الخاصة بتسجيل الناخبين، خاصة تسجيل أكثر من مليوني ناخب جديد عبر التسجيل الآلي».