«الطارق أبواب الخلود بعكاز نبوءة مجنونة»، كتاب مسرحي من إصدار دار فواصل للنشر والإعلام (غرداية)، تأليف عبد المنعم بن السايح، ومن تقديم عميد كلية الأدب واللغات الأجنبية بجامعة ورقلة د.لعيد جلولي. جاءت المسرحية في 119 صفحة، مكونة من ثلاثة فصول، حمل الفصل الأول عنوان (بداية البدايات إخضاع الأنا)، الفصل الثاني (متاهات العدم العظيم)، الفصل الثالث (خرائط التيه ومنعطفات الغواية). تتكون المسرحية من شخصيات رئيسة وهم: الراوي، جلجامش (ملك الأورك)، أنكيدو (صديق جلجامش)، ينسون، سيدوري، أتونبشتم، شمخات، الصياد والعديد من الشخصيات الثانوية تتعدى 14. فكرة المسرحية مستوحاة من ملحمة جلجامش الشعرية من أدب بلاد الرافدين. وتعد ملحمة جلجامش من أقدم الملاحم الإنسانية العظيمة، حيث استمد الكاتب فكرة مسرحيته من هذه الملحمة، وأعاد صياغتها في مشاهد مسرحية ممزوجة بالسينمائية لتكون قابلة للقراءة (كمتخيل أولي للقراءة) وقابلة أيضا للعرض على الركح (سيد الفرجة). لم تعرض المسرحية في فكرتها الأصل ملحمة جلجامش فقط، بل طرحت الكثير من الأسئلة الوجودية التي حيرت الإنسان، ولكن السؤال الجوهري الذي سلط عليه الضوء الكاتب من خلال هذه المسرحية، هو: لماذا جئنا إلى الحياة؟ ولماذا نتعذب؟ ولماذا نموت وكأننا لم نكن ونساق إلى العدم، إلى النهايات؟ وهل هناك فرصة للخلود على الأرض، ولو مجرد فكرة؟. هذه الأسئلة التي طرحها الكاتب من خلال أبطال مسرحيته الذين يحاولون التمرد على السؤال والانقضاض على الجواب من خلال الرحلة العظيمة التي قام بها جلجامش. يقول د.لعيد جلولي في مقدمة الكتاب: (يعود الكاتب عبد المنعم بن السايح إلى هذه الملحة فيستقي منها أحداث مسرحيته، وينهل من أساطيرها، يستنطق أبطالها ويعيدهم مرة أخرى إلى عالمنا لنعيش معهم ونرى تصرفاتهم بين الرغبة والرهبة وبين الحقيقة والخيال، فيقدم لنا هذا النص الجميل والمؤثر لوحات تكشف لنا هواجس القلق الوجودي الذي لا ينتهي). ويضيف: (من خلال هذه المسرحية ندرك أنه بدواخلنا نحن البشر- جلجامش يتمرد، ويثور، ويرفض، وينتابه القلق، ويسعى ما وسعه السعي إلى البحث عن الخلود والبحث عن الحقيقة؛ حقيقة الموت وحتميتها، وحقيقة الحياة والوجود). جدير بالذكر، الكاتب عبد المنعم بن السايح من مواليد 1990م بولاية تقرت، صدرت له العديد من الأعمال الروائية والمسرحية والفكرية. في الرواية صدرت له: رواية «المتحرر من سلطة السواد» 2015، رواية «قد بلغت من الوجع عتيا» 2016، رواية «بقايا أوجاع سماهر» 2017، رواية «حكاية الوهراني المقلقة» 2017، رواية «قد بلغت من الوجع عتيا» 2018، رواية «لنرقص الترانتيلا ثم نموت» 2019م. وفي المسرح: مسرحية «شعائر الإبادة» 2020م، مسرحية «المبشرون بالجنائز 2022. وفي الفكر: كتاب سلطة الماريونيت (مقالات تأملية). كما حاز على العديد من الجوائز: الجائزة الوطنية للرواية القصيرة 2014، جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي 2017، جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع 2020، جائزة محمد ديب الكبرى للرواية 2020.. وغيرها من الجوائز.