تعاني العديد من أحياء بلدية بجاية العزلة والتهميش وتفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة، فأحياء إحدّادن أوفلا، تاغزويث، بوخيامة، تازبوجت، دار جبل، حي جامة، تالة مرخة، حي الجمارك، أمتيق نتافاث وعدة أحياء أخرى تابعة لذات البلدية، تفتقر جلّها حسب سكانها إلى بنية تحتية عصرية وتنمية محلية، مثل تعبيد الطرقات، الأرصفة، الإنارة العمومية، إضافة إلى توفير المساحات الخضراء، كما أنها تشتكي من انعدام شبكات تطهير عصرية إلى جانب عديد المشاكل البيئية بسبب تكدس النفايات والأوساخ في كل مكان، وهو ما يمثل مشكلا حقيقيا يعاني منه سكان هذه الأحياء. فمع اقتراب موسم الأمطار بدأ حديث سكان هذه الأحياء يتمحور أساسا حول الصعوبات التي تنتظرهم، نظرا لاهتراء الطرقات التي تربط أحياءهم بوسط المدينة وعدم صلاحيتها للاستعمال، فعلى سبيل المثال الطريق الذي تربط حي بوخيامة وتازبوجت لا تصلح حتى لمرور الحيوانات، حيث ورغم الوعود المتكررة التي تلقاها السكان من مصالح البلدية لتعبيدها، إلاّ أنّها تبقى دون تجسيد لحد الساعة، نفس الشيء بالنسبة لحي تازبوجت القريب من جامعة تارقة أوزمور، أين يشتكي سكانه من تدهور الطريق المؤدية إليه، خاصة عند تساقط الأمطار أين تتحول إلى برك وأوحال، فكثيرا ما يتساءل قاطنوه هل فعلا هم تابعون إداريا وإقليميا لبلدية بجاية؟! نظرا للتهميش الذي يعيشونه منذ سنوات، خاصة في ظل غياب المشاريع التنموية التي من شأنها فك العزلة عنهم. نفس الشيء لحي دار جبل، فعند التجول في أزقته يحس المرء وكأنه في منطقة ريفية وليس في حي داخل مدينة، فلا الطريق صالحة ولا الإنارة العمومية والأرصفة موجودة، أمّا الغاز فمازال حلما بعيدا على حدّ قول أحد المواطنين، حيث ورغم عديد الشكاوي المقدمة للسلطات المحلية لبعث التنمية فيه إلاّ أنها تكتفي بالوعود دون تجسيد. هذا وقصد لفت انتباه المسؤولين المحليين بُغية النظر في مشاكلهم وبعث مشاريع التنمية في هذه الأحياء، كثيرا ما يلجأ المواطنون إلى الاحتجاجات وغلق الطرقات أمام حركة المرور في المدينة، مثلما حدث مؤخرا في حي إحدادن أوفلا أين قام السكان بغلق مقر البلدية والولاية لإجبار السلطات المعنية على تنفيذ الوعود التي يطلقونها عليهم كل مرة، كتعبيد الطرقات التي أصبحت مهترئة، بالإضافة إلى توفير الإنارة العمومية ومياه الشرب وعديد المشاريع التنموية التي يفتقر إليها الحي. وقائمة الأحياء والمناطق التابعة لبلدية بجاية طويلة، وكلها تعيش ظروفا صعبة وبحاجة ماسة إلى التنمية، خاصة وأنّها تمثل الوجه الحضري لمدينة بجاية، فكثيرا ما يتحجّج رؤساء البلدية السابقون بغياب الأموال ونقص الميزانية التي تسمح بتمويل مشاريع التنمية بهذه الأحياء، غير أنّ المسؤولين الحاليين وعدوا هذه المرة بحلّ كل هذه المشاكل في أقرب الآجال، خاصة بعد الأوامر والتعليمات الأخيرة التي أعطاها المسؤول الأول عن الولاية لرؤساء البلديات والدوائر، والتي تقضي بإزالة النفايات وتنظيف الأحياء والإسراع في تنفيذ المشاريع التنموية العالقة في كل أحياء ومناطق الولاية، ومنها بالأخص بلدية بجاية التي تمثل عاصمة الولاية، والتي لابدّ من تحسين صورتها وإعطائها البعد الحضري والمكانة التي تستحقّها .