إطلاق الإنذار المبكر فور اندلاع النيران وتوفير كافة وسائل الإخماد أكد النقيب المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، زهير بن أمزال، في حوار مع «الشعب»، أن الإستراتيجية الجديدة المعمول بها في إطار مكافحة الحرائق أعطت ثمارها وساهمت الى حد كبير في عدم تكرار سيناريو سلسلة الحرائق المهولة التي اجتاحت العديد من ولايات الوطن خلال الصائفة الماضية وخلفت خسائر بشرية ومادية. - «الشعب»: الحرائق تعود من جديد لتجتاح الغابات في بعض الولايات، هل ذلك راجع لموجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد ؟ زهير بن أمزال: الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة والتي تجاوزت في بعض الولايات الداخلية 46 درجة مئوية، يمكن أن تتسبب في اندلاع حرائق الغابات ولكن في أغلب الأحيان تكون ناتجة عن أسباب بشرية، وهو ما جعل السلطات المعنية تتخذ قرارات صارمة في هذا الشأن للحد من الأعمال الإجرامية التي تقترف في حق الغابة. وفي هذا الإطار، عملت المصالح المعنية على فرض إجراءات وقائية من أجل حماية الغابة، والسكان القاطنين بالقرب منها من مخاطر اندلاع الحرائق، التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار وخيمة، وذلك من خلال منع دخول الأفراد إلى الغابات خاصة منها الأكثر عرضة لأضرار الحرائق وتشديد الرقابة للتقليل من خطر نشوب الحرائق ولتفادي السيناريو المأساوي الذي شهدته العديد من ولايات الوطن في السنة الماضية. - هل ساهمت الإستراتيجية الجديدة لمكافحة حرائق الغابات في تجنب كارثة حقيقية هذه الأيام التي نشهد فيها اندلاع للحرائق؟ تمكننا من السيطرة التامة على الحرائق التي اجتاحت بعض ولايات الوطن مؤخرا والتي تستمر إلى غاية اليوم في ظرف قصير بالرغم من عوامل تجعل من عمليات التدخل لإطفاء النيران معقدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح جافة وصعوبة التضاريس، ولكن الإستراتيجية الجديدة المعمول بها في إطار مواجهة مخاطر اندلاع حرائق على مستوى الغابات أتت بثمارها وساهمت الى حد كبير في نجاح عمليات القضاء على هذه الحرائق ومنع انتشار رقعة الحريق الى أماكن أخرى وحماية النسيج النباتي، خاصة وأن الحرائق الأخيرة التي تعرفها ولايات معينة من بينها بجاية لم تستمر أكثر من 24 ساعة بفضل التدخل السريع لمصالح الحماية المدنية والعمل بالتنسيق مع مصالح الغابات التي كانت مجندة في أي وقت لإطلاق الإنذار الأولي المبكر، فور اندلاع الحرائق مما ساعد على إنقاذ الغابات من أضرار كانت قد تكون وخيمة. - ما حجم الخسائر التي تسببت فيها حرائق الغابات الى حد الآن وهل سجلتم اصابات خطيرة لدى السكان؟ لحسن الحظ لم نسجل أية خسائر بشرية أو إصابات لدى السكان القاطنين بالقرب من الغابات التي اندلعت فيها الحرائق في بعض المناطق في البلاد خلال ال 24 ساعة الأخيرة، والأمر اقتصر على إصابة بعض المواطنين بحالات هلع وفزع وتعب وإرهاق، زيادة على الأضرار الطبيعية التي مست الثروة الغابية. وأدت هذه الحرائق الى خسائر قدرت ب 02 هكتار غابات، 40 هكتار أحراش الى جانب 480 حزمة تبن و244 شجرة مثمرة و 30 نخلة بعد تدخل وسائل الحماية المدنية من أجل إخماد 66 حريقا من الغطاء النباتي في كل من ولايات بجاية وتيزي وزو و سطيف وسكيكدة وتيبازة والجزائر والشلف وجيجل وبومرداس والطارف وبرج بوعريريج وسوق أهراس وقالمة وميلة وعين الدفلى وولاية سعيدة، منها 45 حريق غابات و أدغال و أحراش وكذا 21 حريقا مس محاصيل زراعية. وخلال الفترة الممتدة ما بين 1 جوان الى 15 أوت 2022 سجلت وحدات الحماية المدنية 955 حريق على المستوى الوطني مست 2197 هكتار، بالاضافة الى 1181 هكتار من المحاصيل الزراعية، مما أدى إلى هلاك 1281 هكتار من القمح و280 هكتار من الشعير وتلف 35850 شجرة مثمرة و 6406 شجرة نخلة. - ماهي الإمكانيات المتاحة لدى مصالح الحماية المدنية لمكافحة الحرائق مقارنة بما كان متوفر في السنة الماضية؟ قامت السلطات العليا للبلاد بتسخير كل الإمكانيات لمواجهة مخاطر اندلاع حرائق الغابات على جميع المستويات وإتباع مخططات وقائية استباقية لتفادي تكرار المأساة التي عاشتها الجزائر، خلال الصائفة الماضية، والتي لم تقتصر فقط على أضرار مادية طبيعية، بل خلفت العديد من الوفيات وأدت إلى اصابة الضحايا بتشوهات في الجسم وأمراض خطيرة استمرت بعد الشفاء من الحروق. من بين الوسائل المجندة لمواجهة الحرائق توفير 65 رتل متنقل وأكثر من 500 وحدة تدخل، إضافة الى تجنيد الوحدة الجوية للتدخل السريع لإخماد النيران واستعمال الطائرة الروسية لمدة 4 أشهر لموسم الصيف مع بذل جهود أكبر من قبل مصالح الحماية المدنية لإخماد جميع الحرائق المندلعة في مختلف المناطق الضاربة بفضل الانتشار والتموقع الجيد. فضلا عن العمل بالتنسيق مع مصالح الغابات وإشراك المواطنين والجمعيات المهتمة بحماية الثروة الغابية من خلال تكثيف النشاطات التحسيسية والتوعوية للرفع من درجة اليقظة للوقاية من الحرائق، وكذا وضع مخططات فعالة للإجلاء السريع للسكان القاطنين في المداشر والقرى القريبة من الغابات والمعرضين للمخاطر وتهريبهم الى مناطق آمنة في حال نشوب الحرائق.