تزخر الجزائر بعدّة مناطق سياحية مذهلة خاصة الجبلية التي تعد قبلة لعدد كبير من الزوار والسياح، الذين يأتون إليها من كل مكان بحثًا عن الراحة والاستجمام، ورغبة في اكتشاف المناظر الخلابة والطبيعة الجبلية الحية الناطقة بكل شيء جميل، حيث تضاعف خلال السنوات الأخيرة إقبال الزائرين على هذه المناطق. ومن بين المناطق السياحية الجبلية التي يفضل زيارتها معظم الجزائريين وحتى الأجانب على غرار جبال الشريعة بالبليدة، غابات العوانة بجيجل، ونجد غابات وجبال منطقة القبائل الكبرى بولاية تيزي وزو، وبالتحديد منطقة أزفون الساحلية، بني يني المشهورة بصناعة الحلي التقليدية، ومنطقة ياكوران بغاباتها الكثيفة الساحرة التي تكاد أشجارها تعانق السماء. مياه الينابيع المنعش وتعرف منطقة اعكوران إقبالا متميزا عن غيرها من المناطق المجاورة، باعتبارها نقطة عبور ومفترق طرق للعديد من الولايات الأخرى كبجاية، سطيف وغيرها، وهذا بشهادة الجميع، سواء تعلق الأمر بالزوار أم بسكان المنطقة في حدّ ذاتهم، ديكور سياحي تصنعه المنابع المائية والتحف الفخارية، يتمتع القاصد لهذا المكان بسحر المناظر الخلابة للغابات المحاذية للطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، الذي يعد هو الآخر سبيلا تسلكه العائلات القادمة من الولايات الداخلية لتتوقف للراحة من عناء السفر، والانتعاش بمياه الينابيع الطبيعية المتواجدة بالمنطقة والتي ذاع صيتها خارج الولاية. ينجذب السياح كثيرا إلى غابات اعكوران ونجد العابرين للطريق الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية يتوقفون لمشاهدة قرد «الماغو» المنتمي إلى فصيلة الثدييات والذي يظهر فجائيا على قارعة الطريق لتحية المسافرين والسياح على طريقته، التي تجعل المعجبين يلقون إليه بقطع الخبز والمكسرات، التي تقيه عناء البحث عن الأكل. القردة تسرق الإعجاب من جهة أخرى، يفضل آخرون أخذ صور تذكارية معه، ويتغذى هذا الحيوان الثديي، على أوراق الأشجار، وثمارها كالبلوط، والجذور، كما تزداد فرص الأكل عند الماغو بحلول فصل الربيع، حيث تكثر الديدان على سطح الأرض وجذوع الأشجار، ويستطيع هذا الحيوان أكل مايقارب 50 دودة في الدقيقة وهو بذلك يساهم في الحفاظ على الغابات والإبقاء على تنوعها البيولوجي، ويعيش قرد الماغو الذي يعد من بين 15 فصيلة من الثدييات التي أحصتها الجزائر في أعالي الأشجار التي تعد ملاذه بالليل. وحسب العارفين بهذا الحيوان الذي يتخذ من الجزائر والمغرب العربي ككل موطنا له، فإنه يتكاثر في الربيع المتميز بالطقس الملائم ووفرة الغذاء، ويصل صغير الماغو عند الولادة 800 غرام. وإلى جانب هذا التنوع السياحي الذي يميز منطقة ياكوران بقلب القبائل الكبرى، تبقى السياحة الجبلية تنافس شواطئ البحر في عزّ الصيف بالنظر لما توفره من لوحات سياحية للزائر قد لا يجدها في الأماكن الأخرى، ومن هنا يستوجب الرعاية بهذا الموروث البيئي خدمة للتنمية السياحية المستديمة. تتزين الجزائر بغابات كثيفة وغابات جبلية ساحرة شمالا وشرقا وغربا، والعديد من السياح يفضلون السياحة الغابية والجبلية أكثر من سياحة الشواطئ حتى في فصل الصيف، لأنهم يجدون راحتهم وكل الاستجمام في هذه الأماكن الهادئة والخلابة والتي يفضلون التخييم فيها بعيدا عن ضوضاء المدينة وضجيجها، في أماكن عذراء نظيفة يتنفسون فيها هواءً نقيا ومنعشا، من أجل التخلص من تعب سنة كاملة وهروبا من حرارة الصيف والاستنجاد بظل الأشجار الطبيعي الذي يفضلونه على المكيفات.