أكدت الأممالمتحدة، أنها تراقب بقلق بالغ التطورات الجارية في ليبيا، وطالبت كافة الأطراف المعنية بأن تضع مصالح الشعب الليبي في الحسبان. جاء التأكيد في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك ردا على سؤال حول موقف أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش، من مطالبة رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، الأربعاء، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا عبد الحميد الدبيبة، بتسليم السلطة «. وتعليقا على ذلك، قال دوجاريك، «نحن نراقب بقلق بالغ التطورات التي تحدث في ليبيا، بما في ذلك حشد القوات والتهديدات باللجوء إلى استخدام القوة من أجل منافع سياسية». وأضاف «من المهم للغاية ألا يكون هناك تصعيد على هذه الجبهة وأن تضع الأطراف المعنية في حسبانها مصالح الشعب الليبي». وتابع: «أعتقد أن هذه المصالح تشمل إحلال السلام، لا أحد يريد للوضع أن يعود إلى الوراء». وأكد دوجاريك، أن «بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، منخرطة الآن مع كافة الأطراف لتحقيق هذا الغرض». تحشيد وتصعيد في الأثناء، تشهد أطراف العاصمة الليبية طرابلس، منذ أيام، تحشيدات عسكرية لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وفق مصدر عسكري. وتشهد ليبيا انسدادا سياسيا يغذيه صراع بين حكومتين، الأولى، حكومة باشاغا الموازية التي كلّفها البرلمان في مارس الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق جنيفالأممي، والتي يرأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة. ومساء الخميس، شهدت المناطق الجنوبية للعاصمة، انتشار وتوزيع قوات عسكرية تتبع لحكومة الدبيبة، تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل كتائب مسلحة تتبع لحكومة باشاغا. وقال مصدر عسكري تابع لحكومة الدبيبة، مفضلا عدم نشر اسمه، إن «هذا الانتشار جاء بناء على الاجتماع الذي تم خلال اليومين الماضيين وجمع رئيس الأركان محمد الحداد وعدد من الكتائب المسلحة بالمنطقة الغربية». وأضاف المصدر ذاته، أن «الكتائب والتشكيلات المسلحة التي بدأت فعلياً في الانتشار في أغلب الأحياء الجنوبية للعاصمة هدفها حماية المدنيين». وتأتي هذه التحركات بعد يومين من توجيه باشاغا خطاباً إلى الدبيبة، طالبه فيه بتسليم السلطة. واعتبر مراقبون، أن طلب باشاغا هو تمهيد لدخول العاصمة، خاصة مع انتشار كتائب مسلحة في المنطقة الغربية موالية لحكومته. في المقابل، رد الدبيبة على باشاغا عبر فيسبوك قائلا: «إلى وزير الداخلية الأسبق (باشاغا)، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين». وأثار الخلاف بين حكومتي الدبيبة وباشاغا المخاوف من تحوله لحرب خاصة في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس، حيث سبق ووقعت اشتباكات بين قوات موالية للحكومتين 16 ماي الماضي، بعد دخول باشاغا للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها. تحركات لمنع المواجهة وتوالت في الساعات الماضية الاجتماعات لمنع اشتعال الحرب، بعدما أكد رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد عقب اجتماعه الأربعاء مع بعض القيادات العسكرية والأمنية بقاعدة طرابلس البحرية، على «منع الاقتتال بكل أشكاله بين الإخوة، والوصول إلى حلول سلمية بعيدا عن الحرب»، وأوضح المجتمعون أنهم جاهزون للدفاع وردع أي قوة تهدد أمن وسلامة العاصمة. في المقابل، بدت ردود الفعل الدولية محتشمة، باستثناء تعبير البعثة الأممية للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء ما يجري من تحشيد للقوات وتهديدات باللجوء إلى القوة.