قالت الرئاسة الروسية «الكرملين»، إن «وقف إمدادات الغاز عبر خط (نورد ستريم) سببه العقوبات الغربية». ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن «مسؤولية توقف عمل خط نورد ستريم واحد تقع على الساسة الأوروبيين»، مشيرا إلى أنهم «ارتكبوا الكثير من الأخطاء التي سيتوجب عليهم دفع ثمنها، وها هم يدفعون الثمن الآن بخروجهم من إطار الراحة والرفاهية الخاصة بهم». ويوم الجمعة، أعلنت شركة «غازبروم» الروسية، أنه «جرى إيقاف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 بشكل تام وإلى أجل غير مسمى بسبب أعطال في التوربينات». وأوضح أنه «تم إبلاغ شركة سيمنز بشأن الحاجة إلى إصلاحه». ويرى الأوروبيون الذين يدعمون أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، أن موسكو تستخدم هذه الذريعة لإخضاعهم لابتزاز في مجال الطاقة مع اقتراب الشتاء، وتخشى عدة دول من مواجهة نقص. وفي السياق، أكد شولتز، الأحد، أنه حتى لو كانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز من روسيا، فإنها «قادرة على مواجهة فصل الشتاء»، معتبرا أن روسيا لم تعد «موردا موثوقا للطاقة». مع مرور أكثر من نصف عام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير المنصرم، تتصاعد وتيرة ارتدادات زلزالها داخل بلدان الاتحاد الأوروبي التي تعيش أزمة حادة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا جراء تلك الحرب، والتي تعتبر الأكثر تأثرا بها لعوامل جيوسياسية واقتصادية ضاغطة. يرى مراقبون أن ارتفاع كلفة الوقوف الأوروبي بجانب كييف باتت دافعا لحدوث تحولات في أوساط الرأي العام حيال مواقف الحكومات الأوروبية، وانتقاد تقديمها الدعم والتسليح لأوكرانيا وهو ما يتسبب بمضاعفة تداعيات الحرب على الأوروبيين وإثقال كاهلهم اقتصاديا. والسبت الماضي، اندلعت مظاهرات واحتجاجات شعبية في مدن بألمانيا كمدينة كاسل منددة بتورط برلين في تسليح كييف، فيما تظاهر عشرات الآلاف في تظاهرة جابت شوارع العاصمة التشيكية براغ. وانتقد المشاركون في مظاهرة براغ، التي فاق عدد المشاركين فيها 70 ألف، موقف الحكومة في الحرب بأوكرانيا، مشيرين إلى أنها اهتمت بالحرب أكثر من معالجة الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة. وأججت أزمة الطاقة التي دفعت بها الحرب الأوكرانية، حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في أوروبا، حيث أدى ارتفاع الأسعار لازدياد التضخم، الذي وصل بالفعل إلى مستويات غير مسبوقة في منطقة الأورو. الأورو يهبط لمستوى تاريخي هبط سعر الأورو، أمس، دون مستويات 0.99 دولار في ظل الغموض المحيط بآفاق الاقتصاد الأوروبي بعد إعلان مجموعة غازبروم الروسية الجمعة، وقف إمدادات الغاز تماما عبر خط أنابيب نورد ستريم. هذا التراجع، هو أدنى مستوى يسجله الأورو منذ ديسمبر 2002، مواصلا منحاه التنازلي المستمر منذ مطلع السنة في مقابل العملة الأمريكية. ويقول خبراء، إن الأسباب الرئيسية لهبوط عملة الأورو تعود إلى المخاوف بشأن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا»، موضحا «لا يمكننا أن نثق في توقعات الغاز الطبيعي في أوروبا، وهذا أمر سلبي للأورو».