عندما تعصف بنا دائرة الحياة، وتمخر سفينتنا عباب البحر المتلاطم الأمواج، تقف المرأة الفلسطينية وكلها ثبات ورباطة جأش، تذود عنا لتبدّد ظلام الليل، تحمل المشاعل لتنير لنا الدروب، وترسو بنا على موانئ الأمان والاستقرار، ننهل من حدائق مدارسها أسمى آيات الصمود والابداع والاستمرار لنعبّر على شواطئ التحرير وإقامة الدولة بإذن الله، في كل يوم تثبت دورها الريادي في المجتمع الفلسطيني. من هنا...نرسل باقات الزهور، ونياشين الشرف والكبرياء والشموخ لأسيراتنا الماجدات وهن يحملن هموم الوطن داخل معتقلات الموت الصهيوني، ونقول لهن إن موعدنا بكنّ قريب باذن الله، ونرسل الورود أيضا لأمهات الشهداء والجرحى ولرائدات العمل الوطني والمجتمعي، ونقول لهن، أنتن حاميات لقائنا، وحارسات نارنا الدائمة، وإذا ذكرنا المرأة الماجدة، نتذكر فيه الشهيدات شادية أبو غزالة ووفاء إدريس ودلال المغربي ودارين ابوعيشة و0يات الأخرس وسناء محيدلي، والقائمة طويلة من الشهيدات من أبناء الوطن وشهيدات أمتنا العربية، اللواتي قدمن الكثير لقضيتنا..شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده يقف اليوم مع (خنساء فلسطين أم ناصر أبو حميد) التي ضربت أروع صفحات التضحية والفداء، والتي رسمت بأحرف ناصعة البياض، محفورة في الضمير والوجدان، كما رسوخها كجبال القدس الأبية والجرمق، هي زوجة الشهيد محمد يوسف ناجي، الذي اعتقله الاحتلال مرّتين، على الرغم من أنّه كفيف، ووالدة شهيد، وحالياً لديها 5 أبناء في سجون الاحتلال، محكومين بمُؤبّدات، وهي حالة فريدة من نوعها في العالم، وجميع أبنائها ال 10 مرّوا بتجربة الاعتقال لسنوات عدّة، وكذلك حفيدها، وشقيقها حسين براج «أبو نضال»، شهيدٌ، وقتل الاحتلال جنينها وهي حامل في الشهر الثامن، يُضاف إليهم هدم الاحتلال منازلها 5 مرات. تفاصيل حياتها بكل محطاتها، تُمثّل مواقف صمود وإباء ونضال، تتجاوز حدود فلسطين، حاملة رسائل للعالم أجمع، من أمّ لم تهز مُمارسات الاحتلال التعسّفية ضدها وضد عائلتها، أي رمش من رموش عينيها، التي تخفي في مُقلتيها دموعاً لا تذرفها إلا فرحاً عندما تُحقّق إنجازاً كبيراً ضد المُحتل. لحظات مؤلمة تعيشها خنساء فلسطين، على ابنها الأسير البطل ناصر أبو حميد الذي يرقد في العناية المركزة، ولكن الإحتلال الصهيوني النازي، يرفض الافراج عنه، ليس بغريب عليهم، فالارهاب والقذارة والبشاعة ديدنهم، ومع الأسف يلوذ العالم الذي يدعي التحضر والرقي بالصمت. أمّ ناصر، خنساء فلسطين عنوان للمرأة الفلسطينية الماجدة، التي صبرت وتحمّلت ما لا تحتمله الجبال، إنّ سِجلّ المرأة الفلسطينية، حافل ولم يزدها ذلك إلا إيماناً بعدالة قضيتها، وحق أهلها الذي لا يموت، طالما هناك من يُطالب به، ويبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى الهدف المنشود بدحر الاحتلال عن فلسطين. أيّها السّادة الأفاضل: في كل يوم تثبت دورها الرّيادي في المجتمع الفلسطيني، من هنا...نرسل باقات الزهور، ونياشين الشرف والكبرياء والشموخ لأسيراتنا الماجدات وهن يحملن هموم الوطن داخل معتقلات الموت الصهيوني، ونقول لهن إن موعدنا بكن قريب باذن الله، ونرسل الورود أيضا لأمهات الشهداء والجرحى ولرائدات العمل الوطني والمجتمعي، ونقول لهن أنتن حاميات لقائنا، وحارسات نارنا الدائمة…وإذا ذكرنا المرأة الماجدة، نتذكر فيه الشهيدات شادية أبوغزالة ووفاء إدريس ودلال المغربي ودارين ابوعيشة و0يات الأخرس وسناء محيدلي، والقائمة طويلة من الشهيدات من أبناء الوطن وشهيدات أمتنا العربية اللواتي قدّمن الكثير لقضيتنا..دروب قاسية ووعرة خاضتها المرأة الفلسطينية والعربية، دروب معبّدة بالدماء الزكية التي روت ثرى وطننا الطهور وثرى أمتنا العربية المجيدة التي ساهمت في إعلاء الراية بين الامم...حقاً..نقف وقفة صدق لعلنا نهتدي ونصحّح من مسارنا، لنغادر مربع آفة التمييز التي تفتك بحرائرنا اللواتي دفعن ثمنا باهظا من الذين تلفعوا بالجهل وبشاعة التفكير التي خالفت شرع الله، وهنا تداهمنا أسئلة مشروعة: كيف لسيد العالمين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام الذي أوصانا في حجة الوداع وهو ينطق بلسانه الشريف «استوصوا بالنساء خيرا»، ونحن ضربنا بعرض الحائط كل وصاياه، وآثرنا الجشع والعنصرية والابتعاد عن شرع الله، وحرمانهن من حقوقهن وابتداع طرق بشعة، وكلها تحمل في طياتها الالتفاف على شرع الله!!!! في هذا اليوم نهمس في أذن المشرع الفلسطيني لسنّ قوانين متحضّرة تحترم نضالاتهن، ونتساءل: بالله عليكم كم تساوي معتقلة واحدة داخل سجون الاحتلال من الذكوريين، الذين أرهقونا بأفكارهم العفنة التي عفى عليها الزمن؟! كم تساوي معلمة واحدة تعلم أبناءنا وتربي فيهم القيم والفضيلة؟! كم تساوي الطبيبة التي تسهر ليلا ونهارا وهي تداوى مصابي كورونا؟! كم تساوي أمهاتنا الفاضلات اللواتي صبرن وتحملن شظف العيش وقسوة الزمن؟! وكم وكم وكم!! أما آن للذكوريين أن يغادروا مربع التفكير الهدم، الذي أساء لنضالات الماجدات اللواتي رفعن رؤوسنا عاليا في كل الدنيا! إذا ذكرنا المرأة الفلسطينية، نذكر أخواتنا الفاضلات اللواتي يجابهن جلاوزة الظلم والقهر، إسراء الجعابيص وأخواتنا الثائرات المعتقلات اللواتي لقنّ السجانات الصّهيونيات دروساً في الصمود والتحدي، لذا...أعيدوا صياغة تفكيركم وأكرموا المرأة، أعيدوا صياغة الأمور لأنّها الثائرة والمقاتلة والمعلمة والطبيبة والأم الفاضلة، لأنّها حامية بقائنا وحارسة حلمنا...أكرموهن ولا تكرروا أخطاء الماضي، ولتكن العادات البشعة جزءا من مخلفات الماضي السحيق، لأنّها الأم...والأخت...والابنة والعمة والخالة...هي حارسة الحلم وزهرة المستقبل. تحيّة للأمّ الفاضلة أم ناصر أبو حميد وإلى كل أمّهات الشّهداء والأسرى والجرحى إنّها المرأة الفلسطينية الماجدة هي أمّ أبنائنا ودرع حياتنا هي بنت الرّجال وأخت الثوار هي المرأة الفلسطينية حامية بقائنا وحارسة نارنا الدّائمة