أضحى الاعتناء بالمظهر الخارجي، اليوم، محطّ أنظار عدد كبير من الأشخاص من مختلف الأعمار، فجلّهم نساء أو رجال يسعون وراء الحفاظ على نضارة بشرتهم وشبابها، لاسيما من خلال اللّجوء إلى كل ما يتوفّر لديهم من إمكانيات مادية لتفادي ظهور التجاعيد أو على الأقل بهدف تأخيرها إلى أجل مسمى، ويبقى يتأرجح ذلك السعي بين الوهم بالشباب الدائم وبين حقيقة التقدّم في السن. من خلال هذا الحوار تنقل جريدة «الشعب» لقرائها على لسان أخصائية الأمراض الجلدية عتيقة الطبور هادي، كيفية الاعتناء بالبشرة، منذ سن مبكرة، مع أهم الخطوات الوقائية للحفاظ على إطلالة وجه جميلة لأطول عمر ممكن. «الشعب»: ما هي حقيقة إمكانية الحفاظ على بشرة شابّة بدون تجاعيد، هل هي وهم أم حقيقة؟ الدكتورة عتيقة الطبورهادي: في الحقيقة الجمال والمظهر الشبابي الدائم ونضارة البشرة.. مطلب يبحث عنه الجميع خاصة النساء وتأتي شيخوخة الجلد مع مرور الوقت وتوفّر ظروف معينة كنتيجة حتمية، فالتجاعيد ظاهرة تحدث للجلد لها أسباب طبيعية ترتبط من ناحية مباشرة بمرور الوقت وبمرحلة الشيخوخة، ومن ناحية أخرى تنجُم عن حالات التعرّض المطوّل لأشعة الشمس لفترات طويلة. كما أن مظاهر وعادات خاطئة كثيرة ممكن أن تسرّع من ظهور التجاعيد وتتسبب في وجودها، حتى مع الحرص على تجنبها وإتباع الروتين اليومي المناسب، فإنه لا يوجد مفرّ من حدوثها علما أن شيخوخة البشرة حتى ولو لم تكن مبكّرة، تأتي الحاجة الملحة لاستخدام إجراءات طبية غير جراحية مع تقنيات حديثة وروتين يومي يحقق حلم استمرار الشباب الدائم ومقاومة الشيخوخة لفترة محددة، فالمختصون في صراع دائم لإنتاج أحسن الكريمات واختراع أفضل الأجهزة التي تساعد على مقاومة التجاعيد. - فيم تتمثل الخطوات الوقائية لتفادي ظهور التجاعيد على الوجه؟ تعكس بشرة الوجه فترات العمر المختلفة للإنسان ونحن نعلم أن بشرة العشرينات تختلف عن بشرة الثلاثينات والأربعينات، فظهور التجاعيد أو ترهّل الخدود أو ظهور المسامات المفتوحة أو البقع أمر طبيعي يحدث مع التقدّم في العمر وتأثير أشعة الشمس والتدخين والتلوّث وغيرها من العوامل المؤثرّة على شباب البشرة. هناك طرق عديدة تمكننا من تأخير هذه التجاعيد والوقاية من الآثار والمشاكل الجلدية فالتجاعيد أمر مزعج للغاية لدى كثير من الأشخاص خاصة بالنسبة للنساء وحتى الرجال، ومن العلاجات الطبية التي يمكن أن نستعملها للتخلص من التجاعيد استخدام ال «بوتوكس» الخاص بتجاعيد الجبهة وحول العينين والمواد المالئة مثل «الفيلر» والتقشير الكيميائي ووسائل تنظيف البشرة hydrafacial بالإضافة للخيوط الطبية وأجهزة الليزر. في نفس الوقت يمكن اعتماد روتين يومي من الممكن أن يقلّل ويؤخّر من ظهور الخيوط الدقيقة والتجاعيد على البشرة وتختلف مكوّناته باختلاف العمر، ويتمثل هذا الروتين في استخدام الغسول المناسب بحسب نوعية البشرة ثم استعمال واقي الشمس المناسب والكريم المرطب بالإضافة إلى الكريم الليلي الذي تختلف مكوناته بحسب العمر. - ما هي أهم العلاجات الطبيّة المتوفرة؟ حتى لا تتفاقم مشكلة شيخوخة البشرة والتجاعيد يجب البدء بالعناية بالبشرة واستعمال الوسائل المناسبة منذ ظهور أوّل التجاعيد، لأن العلاج في البداية أسهل من العلاج بعد بروز التجاعيد لفترات طويلة، ويتم اختيار العلاج المناسب للتجاعيد من خلال تقييم حالة التجاعيد والبشرة من طرف أخصائي الأمراض الجلدية، هذا الفحص الطبي يحدّد العلاج المناسب الذي يبدأ باستعمال أنواع من الكريمات والأمواج فوق الصوتية، بالإضافة لتقنيات الليزر وغيره من الوسائل، وطبعا يتم اللجوء إلى المواد المالئة «الفيلرز» les comblements إذا كان هناك فقدان في الحجم في مناطق مختلفة من الوجه، كما يمكن اللّجوء إلى «البوتوكس» الذي هو عبارة عن مادة تستخدم منذ القدم في الطب تساعد على شدّ العضلات والوقاية من تجاعيد الجبهة والتجاعيد الموجودة حول العينين. كما تتوفر لدينا تقنيات «الميزوليفت أوالميزوتيرابي» ويتم حقنها باستخدام إبر خاصة صغيرة في طبقة الأدمة على مستوى الجلد تساعد على نضارة البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجان وإعطاء رونق وجمال للبشرة، بالإضافة إلى ذلك تتوفر تقنيات حقن البلازما، وهي تعتبر طريقة طبيعية للحصول على بشرة جميلة ومتجددة تساعد على تجديد خلايا البشرة علما أنها تستعمل لتساقط الشعر وعلاج تشققات الجلد والنُّدب.