سجّلت الأندية الجزائرية لكرة اليد التي شاركت في الطبعة 43 للبطولة الأفريقية للأندية التي جرت فعالياتها بتونس من 29 سبتمبر إلى 9 أكتوبر 2022، تراجعا كبيرا من ناحية المستوى والنتائج، الأمر الذي يبعث على طرح عديد التساؤلات حول الوضع الراهن للكرة الصغيرة الجزائرية التي أصبحت عاجزة على مجابهة المستوى القاري في السنوات الأخيرة، وذلك راجع للمشاكل التي عاشتها بسبب الصراعات الداخلية للاتحادية المعنية بهذه الرياضة. شاركت الجزائر ضمن البطولة الأفريقية للأندية بأربعة فرق لها وزنها محليا، والأمر يتعلق بكل من نادي الأبيار وفتيات بومرداس بالنسبة للسيدات ومولودية الجزائر ووفاق عين توتة لدى الرجال، وبالرغم من أنهم من بين أهم الفرق التي تنشط ضمن البطولة الوطنية إلا أنهم لم يتمكنوا من الصمود قاريا، حيث سقطت أمام منافسين كان بالإمكان تجاوزهم بسهولة لو أن الأمور كانت في الطريق الصحيح، على غرار نادي كينشاسا ج. الكونغو الديمقراطية وفاب الكاميروني، إلا أن الأمور التي عاشتها كرة اليد الجزائرية كان لها وقع سلبي على المستوى بشكل عام. يأتي ذلك بالرغم من تأجيل موعد انطلاق البطولة الوطنية إلى غاية شهر نوفمبر، من أجل السماح لممثلي كرة اليد الجزائرية عربيا وقاريا بالتركيز على التحضيرات الخاصة بهذه المنافسات بغرض تحقيق نتائج إيجابية، والأمر يتعلق بكل من البطولة العربية التي كانت من 17 إلى 27 سبتمبر والبطولة الأفريقية التي جرت من 20 سبتمبر إلى 9 أكتوبر 2022، إلا أن ذلك لم يكن كافيا بما أن هذه الرياضة تتطلب لعب عدد كبير من اللقاءات لرفع المستوى نظرا للتطور الكبير المسجل في السنوات الأخيرة على المستوى القاري، وكذلك للعمل الذي تقوم به الأندية. بالتالي فإنّ الرئيس القادم للاتحادية الجزائرية لكرة اليد سيكون أمام مهمة إعادة الاستقرار كأول خطوة ثم الشروع في تجسيد برنامج استعجالي لإيجاد الحلول المناسبة للوضعية، وتدارك التأخر المسجل بداية من إعادة بعث عجلة البطولة الوطنية في أقرب وقت ممكن، ووضع المنتخب الوطني للسيدات في أفضل الظروف حتى يتمكن من الظهور بوجه مشرف ضمن البطولة الإفريقية التي تجري فعالياتها بالعاصمة السنغالية دكار من 9 إلى 19 نوفمبر 2022، من جهته المنتخب الوطني (رجال) الذي برمج الطاقم الفني بقيادة غربي تربصا في أوروبا من 10 إلى 20 من الشهر الجاري هو الآخر سيكون أمام تحد جديد ضمن بطولة العالم التي ستكون مطلع 2023 بكل من بولونيا والسويد.