يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بسكرة، البروفيسور نور الصباح عكنوش، أنّ إعلان الجزائر للمّ الشمل وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، تأصيل لتراكم دبلوماسي والتزام سياسي من الجزائر تجاه أمّ القضايا منذ ستينيات القرن الماضي. اعتبر عكنوش في تحليل ل «الشعب»، إعلان الجزائر ميثاقا غليظا للفلسطينين نحو إعادة بناء الكيان الوطني للدولة الفلسطينية بمختلف مكوناتها وأطيافها وفواعلها، في لحظة تاريخية مفصلية تمر بها هاته القضية المحورية على ضوء السياقات الإقليمية المعقدة، والتجاذبات الصعبة التي دفعت الجزائر بشجاعة سياسية لتحمّل مسؤوليتها التاريخية. وأضاف، بأنّ مبادرة لم الشمل الفلسطيني لن تكون مجرد أدبيات ورمزيات، بل آليات منهجية بخارطة طريق واقعية وواضحة ستعيد تأسيس قيم الحركة الوطنية الفلسطينية على أرض الشهداء، التي تحوز رضا كل الأطراف الفلسطينية للانتقال من حالة القلق السياسي والشك، إلى حالة الطمأنينة والارتياح للمخرجات الجديدة التي انبثقت عن إعلان الجزائر. وفي الجانب الإجرائي للإعلان، مثلما يقول المحلل، سيكون هناك أجندة انتخابية تحددها ورقة العمل الوطني المتّفق عليها، إذا ما تحققت تحت مرافقة جزائرية فإن في ذلك تأمينا للقضية الفلسطينية من كل هزّات أو انقسامات مستقبلية. إعلان الجزائر، يُعد فرصة جديدة للإخوة الفلسطينيين يجب استغلالها بذكاء وروح وطنية عالية، كما أنه أعاد القضية المركزية للأمة العربية إلى محور الأحداث سياسيا وإعلاميا وهذا في حد ذاته إنجاز تاريخي يُحسب للجزائر ورئيسها ومؤسساتها، يضيف الأستاذ نور الصباح عكنوش.