أشرفت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أول أمس، على افتتاح المهرجان الثقافي الدولي الرابع للرقص المعاصر، الذي يحتضن فعالياته قصر الثقافة مفدي زكريا إلى غاية 22 نوفمبر الجاري، بمشاركة 18 دولة تقدم لوحات فنية متنوعة، حيث تشكل الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية محور العروض التي ستؤديها الفرق الجزائرية. أكدت تومي أن اختيار شعار ''حركات بلا قيود'' لم يكن وليد الصدفة، إنما يخص، بكل ما يحمله من معاني، الأجواء الاحتفالية التي تعم الجزائر هذه السنة بمناسبة 50 سنة على استقلالها. وقالت أن الرقص ما هو إلا حركات متتابعة، وإشارات بديعة وراقية تبهر المشاهد بجمالها ورونقها، مشيرة إلى أن كلمة ''الرقص'' تذكرها بمؤسسة وطنية عريقة ''مؤسسة الباليه الوطني''، التي عرفت كيف تعيد وتثمن خطوات الرقص الأولى لأجدادنا لتبهر بها العالم بأسره وبجمال وتنوع تراثنا الشعبي. وأكدت تومي أن برنامج وزارة الثقافة يهدف إلى تطوير الإنتاج الثقافي المتجذر في أعماق المجتمع والموجه للشعوب الأخرى في أنحاء المعمورة، مضيفة أن المهرجان شجع الشباب على إنشاء فرق لممارسة الرقص المعاصر، كونه فن الحرية والصفاء والتسامح وحب الآخرين. وثمنت وزيرة الثقافة المشاركة القوية لفرق من مختلف الدول العربية والأوروبية، مشيرة إلى أن الجزائر سعيدة باحتضان هذه الفرق التي أتت لتحرك وتهز الجماهير الجزائرية بعروض جسدية، وبأجساد بين الحقيقة والخيال، وبين الذات والآخر، وهي حسبها عروض رمزية تسعى للوصول إلى روح المتفرج لتحركه أيضا. وكما جاء في كلمة محافظة المهرجان قدوري مباركة، فإن المهرجان يؤكد على مواصلة الاتجاه نحو التفتح على عالم يتحرك بفرق فنية حضرت من كل القارات، ستتيح للجمهور الجزائري أخذ فكرة عن فن الرقص الذي ما زال في تقدم في كل ربوع العالم. وعلى وقع أغنية ''أنغام بلادي'' الشهيرة ب ''لو تسألوني'' التي أدتها الفنانة الكبيرة نورة، افتتح المهرجان الثقافي الدولي الرابع للرقص المعاصر، بحضور شخصيات فنية وسياسية، وجمهور غفير، استمتعوا بمختلف العروض الفنية التي أدتها الفرق الجزائرية المشاركة، من بينها ''البالي الوطني الجزائري''، الذي قدم رقصة بعنوان ''البداية''، كشف من خلالها عن الرقص الشعبي الجزائري وتراثه العالمي، من خلال الأزياء والإيقاعات الموسيقية التي أداها، وهو ما جلب إعجاب الجماهير الحاضرة، لا سيما وأن الباليه يتربع على المكانة الأولى في الساحة الوطنية والدولية، حيث أن بحوزته ألفي عرض قدمها في أكثر من 50 دولة، مكنته من الحصول على عديد الجوائز والميداليات الذهبية. كما استمتعت الجماهير برقصة مصحوبة بصوت الشاعرة ياسمين بورويلة، مبرزة اضطرابات المرأة الشرقية في العصور القديمة، إلى جانب عروض فنية أخرى تجمع بين التنوع والتميز على إيقاعات فلكلورية ومعاصرة. من جهة أخرى، يكون عشاق الرقص المعاصر أمسية اليوم على موعد مع ''باليه الديوان الوطني للثقافة والإعلام'' الذي يتوفر على ألبوم غني بالعروض التقليدية والحديثة، كما تشارك فرقة ''بروضا من آخر موضا.. وهكذا'' من تونس بعرض راق تقدمه فرقة شابة مكونة من مجموعة من الراقصين، مارسوا ''الهيب هوب'' ثم توجهوا إلى الرقص المعاصر، حيث أسسوا فرقتهم في 2011 بقيادة مصمم الكوريغرافيا سيف الدين المناعي. أما فرقة ''أول مرة'' من السينغال فتقدم اليوم عرضا مستوحى من الصورة التي ترسمها أمواج البحر عند تلاطمها، مبرزة تلك اللوحة الفنية التي تدمج بين الهدوء والشراسة، كما يجري الدم في الجسم ساعة الارسترخاء وساعة الغضب. أما فرقة ''أرادوس'' من سوريا فمن المنتظر أن تقدم العروض التي اشتهرت بها، والتي تجمع بين غناء البحارة ورقص أهل الجبل أو ما يعرف بالدبكة، حيث تؤديها فرقة تتكون من 20 راقصا وراقصة من الشباب يعملون على إحياء التراث الفلكلوري لمدينة طرطوس السورية مصدر إلهامهم.