استراتيجية وطنية لمكافحة أمراض السمنة.. أولوية أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أن وضع مخطط عمل واستراتيجية وسياسات وبرامج لمعالجة مشكل السمنة والحد من انتشاره، يعد ضمن الأولويات الوطنية، نظرا لمخاطر هذا الداء الذي يهدد الصحة العمومية، مشيرا إلى تسجيل ارتفاع كبير في نسبة الإصابات بالسمنة، خاصة لدى الأطفال. كشف وزير الصحة، خلال إشرافه على افتتاح المؤتمر الأول للجمعية الجزائرية للسمنة وأمراض الأيض، عن آخر الإحصائيات المتعلقة بانتشار الإصابة بالسمنة في بلادنا، موضحا أن ما بين 12 و14% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و5 سنوات مصابون بهذا المرض، محذرا من التهاون في أخذ الاحتياطات الوقائية لتجنب مخاطر انتشار السمنة ومضاعفاتها على صحة الصغار والكبار أيضا. وقال، إن الوضع خطير يحتم على الجميع المساهمة في محاربة داء السمنة قبل زيادة انتشاره بشكل أكبر، وذلك من خلال العمل على تحسين نوعية التغذية للوقاية من أسباب الإصابة بالسمنة لدى عامة السكان، مضيفا أن النظام الغذائي يعد من أكثر العوامل الغذائية المتسببة في ظهور العديد من الأمراض المزمنة، على رأسها السمنة وكذا داء السكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان. وأشار وزير الصحة، إلى أن كل السياسات والبرامج الوطنية تولي اهتماما كبيرا لمعالجة ظاهرة السمنة والحد من انتشارها، خاصة وأنها مشكل يهدد الصحة العمومية وينتج عنه أمراض أخرى مزمنة خطيرة، تمثل أكثر أسباب الوفاة المبكرة في الكثير من البلدان، ما يشكل عبئا ثقيلا على المجتمع. وأبرز أن دراسة قامت بها وزارة الصحة شملت أشخاصا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و69 عاما، أظهرت أن امرأتين من بين ثلاث نساء تعاني زيادة في الوزن، مقابل إصابة رجل واحد من بين اثنين يعاني من هذه المشكل، مشددا على ضرورة تعزيز الصحة والوقاية المبكرة من هذه الأمراض المزمنة عبر اعتماد نمط معيشي صحي. وتابع وزير الصحة، أن السمنة تعتبر من الأمراض الناتجة عن التكيف مع التغيرات الحديثة في نمط العيش، بالإضافة الى عوامل التغذية والوراثة وبعض العناصر البيئية، التي تساهم أيضا في انتشار هذا الداء، ما يؤدي الى ارتفاع الإصابات بأمراض أخرى مزمنة مرتبطة بالزيادة في الوزن أو السمنة. وفي كلمة ألقاها رئيس الجمعية الجزائرية للسمنة وأمراض الأيض ورئيس مصلحة الأمراض الداخلية بالمؤسسة الاستشفائية الأبيار البروفيسور عمار طوبايبية، أكد أن 23٪ من الجزائريين يعانون من مشكل السمنة، متوقعا أن ترتفع نسبة الإصابات أكثر بحلول سنة 2030، وأن تصبح الجزائر من بين 20 دولة الأكثر إصابة وانتشارا بالسمنة، خاصة أنها تحتل المرتبة الثانية في انتشار هذا الداء بعد جنوب أفريقيا. ودعا البروفيسور طوبايبية إلى ضرورة وضع ملف محاربة السمنة وزيادة الوزن، ضمن أولويات برنامج المنظومة الصحية للوقاية من مخاطرها مع أهمية التشخيص المبكر، وتكوين مهنيي الصحة وتحسين مستوى الأطباء في التكفل بالمرضى المصابين وتجنب الوصول إلى مرحلة الإصابة بمضاعفات خطيرة.