عرف الأسبوع السينمائي للفيلم الجزائريبسكيكدة في طبعته الثانية مشاركة عدد كبير من الوجوه السينمائية والفنية الجزائرية الذين شاركوا بمجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة ناهيك عن الحضور القوي للجمهور الذي توافد على قصر الثقافة والفنون للإستمتاع بأجمل العروض السينمائية المبرمجة ضمن هذه التظاهرة المميزة التي أثرت على قطاع الفن السابع بالجزائر وفتحت الأبواب أمام المخرجين للتألق أمام جمهورهم طيلة أسبوع كامل اكتشفوا من خلال أحدث الأعمال السينمائية التي شاركت معظمها في تظاهرات دولية وعربية وحصدت البعض من الجزائر والألقاب لتضاف إلى رصيد صانعي السينما الجزائرية من الجيل الجديد. وأهم ما ميّز هذه التظاهرة هو عرض الفيلم الجزائري الناجح »خارجون عن القانون« للمخرج رشيد بوشارب وذلك بحضور نجوم هذا العمل على غرار الممثلة القديرة شافية بوذراع والفنان أحمد بن عيسى وشخصيات سينمائية أخرى حضرت لمشاهدة العرض وانضمّت إلى فضاء المناقشة الذي تم تخصيصه مباشرة بعد العرض لتسليط الضّوء على أهم عوامل نجاح هذا العمل السينمائي وتأثيراته على السينما العالمية وإضافة إلى »خارجون عن القانون« فقد استمتع جمهور سكيكدة بمجموعة أخرى من الأفلام الجزائرية مثل فيلم »ما وراء المرآة« للمخرجة نادية شرابي التي قدمت قضية الأمهات العازبات في المجتمع الجزائري وكيفية تعامل المحيط الأسري مع هذه الفئة حيث سلطت الضوء على فتاة تدعى »سلمى« والتي أدت دورها الممثلة الشابة نسيمة شمس حيث فتحت مشهدها السينمائي بصورة سلمى وهي تجوب الشوارع حاملة طفلا رضيعا في حضنها لتركب سيارة أجرة خاصة بالسائق »كمال« التي يجسّده الممثل رشيد فارس، وبعد كيلومترات من المنطقة تطلب سلمى من السائق أن يتوقف لبرهة حتى تشتري من الكشك غرضا معينا لتستغفل هذا الأخير وتهرب بعيدا فسرعان ما يتفطن السائق لوجود رضيع في المقعد الخلفي للسيارة ويباشر فورا في البحث عن الأم ليأخذ الرضيع إلى والدته المسنّة على أمل العثور على سلمى التي تلتقي بأحد الأشخاص وهي تجوب الشوارع فيعطيها شقة وسيارة لتتغير وضعيتها إلى الأحسن وتصبح سيدة مرموقة ، وفي فترة ما تلتقي بالسائق كمال الذي يلومها ويعيد إليها رضيعها. ولأن المرأة صارت من أهم القضايا التي صار المخرجون الجزائريون يتناولوها في أفلامهم السينمائية فقد قدم المخرج بلقاسم بلحاج هو الآخر فيلم حول المرأة بعنوان »المنارة« حيث استمتع جمهور سكيكدة بالعرض المميز لهذا العمل الذي عالج ظاهرة اختطاف النساء في فترة العشرية السوداء وكيفية هروب بعضهن من الجماعات الإرهابية علما أن هذا الفيلم أنجز سنة 2004 وهو من بطولة الممثلة سامية مزيان التي أخذت حصة الأسد في هذا الفيلم من خلال تغلغلها إلى نفسية المرأة وانقسام مشاعرها بين صديقيها المتطرّفين وهي من أصعب الأدوار التي قامت بها هذه الممثلة الشابة. ومن جهة أخرى فقد كانت العيون مشدودة أيضا نحو فيلم »سينمائيو الحرية« للمخرج سعيد مهداوي الذي سرد كفاح الشعب الجزائري والمعاناة التي كابدها في محاربة الإستعمار ، علما أن هذا العمل السينمائي قد أنجز في إطار إحياء الذكرى ال 55 لإندلاع الثورة التحريرية، حيث يعرض مسيرة نخبة هامة من المخرجين الجزائريين والأجانب الذين كانوا من رواد مولد السينما الجزائرية أمثال المخرج الفرنسي »رونيه فوتيه« وجمال شدرلي، ومحمد لخضر حمينة إضافة إلى بْيار شوليه وبْيار كليمون وهم الأوائل الذين استعملوا الكاميرا كسلاح في الكفاح المسلح ضد الإستعمار وأخرجوا أفلامهم في خضم الثورة، كما تطرق المخرج سعيد مهداوي أيضا في هذا الفيلم إلى أهم الصعوبات التي تعرّض إليها هؤلاء السينمائيين أثناء تركيب الأفلام وحماية النسخ السلبية من احتمال مصادرتها أو إتلافها ، كما اعتمد المخرج أيضا على عرض بعض الشهادات المأخوذة من أفلام سينمائية معروفة مثل فيلم »الجزائر المشتعلة« لرونيه فوتيه وفيلم »ساقية سيدي يوسف « لبيار كليمون . وللإشارة فإن هذه التظاهرة السينمائية لم تكتف فقط بعرض الأفلام بل تعدّت أيضا إلى استضافة نخبة هامة من الفنانين القدامى والمعروفين بالسينما الجزائرية على غرار رايس بشير وخالد مزيان وكذا حراث عادل وغيرهم من الشخصيات الفنية التي شاركت أيضا في حصص المناقشة التي نظمت تحت إشراف مخرجي الأفلام المشاركة بالتظاهرة ، ناهيك عن جملة السهرات الفنية التي أمتعت الحضور بمشاركة النجمة الجزائرية »أمل وهبي« والمطرب »حسان الباتني« وبعض الفرق العيساوية.