يؤرخ المخرج الجزائري سعيد مهداوي ضمن فيلمه ''سينمائيو الحرية'' لفترة معينة من تاريخ السينما الجزائرية، وهو الفيلم الذي سيتم عرضه مساء اليوم بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، حيث يوجه المخرج عدسته ضمن سابقة سينمائية وثائقية إلى نخبة السينمائيين الذين أعلنوا ميلاد الفن السابع إبان الثورة المجيدة، ليكتبوا التاريخ بأفلامهم التي كانت بمثابة السلاح الذي رفعوه في وجه المستعمر الفرنسي. ويتناول الفيلم أهم المواضيع التي عالجتها السينما والظروف التي مرت بها في تلك الفترة، وقدراتها ومكانتها على إيصال صوت الثورة إلى كل ربوع العالم. حيث يتضمن العمل الذي يعرض في 70 دقيقة، شهادات حية مع مخرجين قدموا أفلاما سينمائية ما بين 1956 و1962 ومن هؤلاء المخرج الجزائري المعروف جمال شندرلي ومحمد لخضر حمينة اللذين أخرجا فيلم ''بنادق الحرية''، إلى جانب المخرج الفرنسي رونيه فوتييه الذي التحق بالثورة التحريرية وقدم من خلال إنتاجه السينمائي نظرة عن بسالة الثوار وجشع المحتل من أبناء جلدته في فيلم القصير وسمه ب''الجزائر الملتهبة''، إضافة إلى كل من بيار كليمون الذي ساند الثورة الجزائرية وقدم فيلم ''جيش التحرير الوطني في القتال''، وهو الذي سجن العام 1958 وحكم عليه ب10 سنوات سجن، إلى جانب سيسيل دي كوجيس التي قدمت فيلما قصيرا بعنوان ''اللاجئون''، ناهيك عن المخرج الألماني كارل قاس، ولابي دوفيتش، يان لوماسيون، وبيار شولي.كما يحمل الفيلم شهادات المخرجين نفسهم ممن لا زالوا على قيد الحياة، أما من وافتهم المنية أو تعذر على المخرج الاتصال بهم فقد استعان بأناس لهم علاقة مع المخرجين منهم أحمد راشدي الذي كان قريبا من رونييه فوتيه، إلى جانب شهادات كل من عمار العسكري، محمد بجاوي، احمد بن صالح، وعبد الكريم طازالوت، إضافة إلى شخصيات ثقافية وسياسية منهم وزير الثقافة السابق لمين بشيشي، ورئيس الحكومة السابق رضا مالك. وحرصا منه على ضمان اهمية العمل الذي ينطلق بحوار مع الأديبة سكينة مسعدي، والتي كتبت عن الأدب الاستعماري ضمن المخرج فيلمه ''سينمائيو الحرية'' آراء وتحليلات نخبة من أهل الاختصاص على غرار لمين مرباح، هلال عبد الرزاق ومزياني يعلى. وللعلم فقد تم انجاز هذا العمل التاريخي المهم في مدة شهر واحد فقط بين التصوير والتركيب، رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهت فريق العمل، ليقدم العمل بالنسخة العربية والفرنسية، على أن تقدم نسخة بالأمازيغية خلال الأيام القادمة.