نظّم نشطاء وهيئات حقوقية مغربية، أمس الأول، وقفات احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، استنكارا للانتهاكات التي تطال شتى الحقوق، وللمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة. في مدينة الدار البيضاء، نظّمت كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والفيدرالية المغربية لحقوق الإنسان، والفضاء المغربي لحقوق الإنسان، وهيئات دعم ومساندة معتقلي الرأي والسياسة، وقفة جدّدت التنديد بالأوضاع الحقوقية الصعبة، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين. وندّد المحتجّون بالمحاكمات التي تطال النشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والتي لا تحترم معايير المحاكمة العادلة، وطالبوا بالإفراج عن معتقلي الريف والصحافيين من توفيق بوعشرين إلى الريسوني وعمر الراضي وغيرهم، إضافة إلى النشطاء من قبيل نور الدين العواج وباعسو وسعيدة العلمي وآخرين. كما حمل المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينيين، وأكّدوا التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني، وجدّدوا التنديد بالتطبيع والمطالبة بوقفه. وإلى جانب ذلك، استنكر المحتجون الغلاء الفاحش للأسعار، وضعف القدرة الشرائية، والتسيب في الأسعار مقابل عجز الدولة عن فرض الرقابة اللازمة وحماية المستهلك. وبمدينة الرباط، نظّم نشطاء حقوقيّون وقفة احتجاجية بذات المناسبة، شدّدوا فيها على ضرورة إحقاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكذا المدنية والسياسية للمغاربة. ورفع المحتجّون في الوقفة التي دعت لها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لافتات وشعارات طالبت بالحق في الشغل والسكن، ووقف التضييق على الحركة الحقوقية وقمع التجمع السلمي والحق في التنظيم، وطالبوا بإعلام عمومي للجميع. وإلى جانب الدار البيضاءوالرباط، نظّمت تنسيقية أكادير الكبير ضد الظلم وقفة احتجاجية بعاصمة سوس، تسيدتها الشعارات والمطالب المرتبطة بغلاء الأسعار. وقال المحتجّون إنّ الغلاء الفاحش الذي طال أسعار جل المواد أضرّ بشكل كبير بالقدرة الشرائية للأسر المغربية التي وجدت نفسها رهينة القهر والغلاء الذي لا يطاق. كما رفع المشاركون في وقفة أكادير صور معتقلي الرأي والسياسة والصحافيين، وطالبوا بالتراجع عن الانتهاكات الحقوقية وإطلاق سراح المعتقلينووقف التفاوتات والاستبداد. انهيار مفزع للقدرة الشّرائية من ناحة ثانية، دعت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" (نقابة حزب العدالة والتنمية) الحكومة إلى تبني إجراءات اجتماعية جريئة قادرة على التصدي للانهيار المفزع في القدرة الشرائية، ووقف زحف ارتفاع الأسعار. وقالت النقابة في بيان لمكتبها الوطني، إنّ الحكومة مدعوة للارتقاء إلى المستوى العالي من الحس بالمسؤولية، والمبادرة إلى تبني إجراءات اجتماعية جريئة قادرة على التصدي لهذا الانهيار المفزع في القدرة الشرائية ووقف زحف ارتفاع الأسعار. استفحال الاعتقال السياسي من ناحية ثانية، طالبت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد بوضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي في المغرب بدءا بإطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي بالريف والصحافيين والمدونين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وأكّدت منيب على ضرورة إحقاق حقوق الناس دون تمييز وتحقيق المصالحة التاريخية المنشودة خاصة مع الجهات المهمشة، وإعادة بناء مناخ الثقة والتقدم نحو التغيير الديمقراطي الشامل الذي أصبح ضرورة لصيانة كرامة المواطنات والمواطنين.